خبرات الإساءة في الطفولة وعلاقتها ببعض الخصائص النفسية (الوحدة النفسية-السلوك العدواني-الانحراف السيكوباتي) لدى الأحداث الجانحين
دراسة ميدانية بمراكز الأحداث
ا لباحثة سامية شنيار قســـم علم النفس وعلوم التربية والأرطفونيا
جامعــــــة محمد بوضياف المسيلة تاريخ المناقشة: 03-10-2012
إن طفولة الإنسان هي أهم مرحلة من مراحل حياته، لأنها المرحلة التي يتحدد فيها مفهوم هذا الإنسان للحياة ونظرته إليها، حيث يتعرض الطفل بمجرد ولادته إلى سيل عارم من المثيرات الداخلية والخارجية، ويكون عاجزا تماما عن ترجمة هذه المثيرات أو الاستجابة لها استجابة ملائمة نظرا لضعفه وهشاشة بنيته النفسية، لذلك يكون بحاجة إلى أفراد آخرين يقدمون له الرعاية والاهتمام ويساعدونه على ضمان نمو سليم يسمح بتطوير قدراته وإشباع حاجاته المختلفة. وتعد الأسرة الوحدة الاجتماعية الأولى والبيئة الأساسية التى ترعى الطفل، فهي تشتمل على أقوى المؤثرات التى توجه نمو طفولته، هذه المؤثرات تتجسد أساسا في الأب والأم والإخوة.
ونظرا للأهمية التي تحوزها الأسرة في بناء وتنمية شخصية الطفل، فإن أي انحراف أو خلل في وظائفها يؤثر سلبا على نموه الطبيعي
ومن أهم الانحرافات السلبية التي تمارسها الأسرة اتجاه الطفل إساءة المعاملة التي تعد أخطر مهدد للنمو السليم للطفل.
وتتعدد أشكال إساءة المعاملة الممارسة على الطفل داخل الأسرة، وتتراوح بين الإهمال والحرمان والإساءة اللفظية بالسخرية والإهانة والشتم والصراخ، إلى الإساءة الجنسية والجسدية البسيطة، وصولا إلى الاعتداء الوحشي كالضرب المبرح والحرق وتكسير العظام والخنق والطفل المتعرض لإساءة المعاملة قد تظهر عليه بعض آثارها آنيا، ولكن عادة ما يختزن الطفل خبرات هذه الإساءة المؤلمة لتظهر آثارها عليه فيما بعد، في مراحل أخرى حين تجد لها متنفسا، وغالبا ما تتخذ شكل انحراف أو اضطراب. وقد جاءت هذه الدراسة لتتعمق في البحث عن علاقة إساءة المعاملة في الطفولة بكل من الوحدة النفسية والسلوك العدواني والانحراف السيكوباتي لدى فئة الأحداث الجانحين.
وذلك بالإجابة عن التساؤلات التالية:
التساؤل العام :
هل توجد علاقة ارتباطية بين خبرات الإساءة في الطفولة وبعض الخصائص النفسية (الوحدة النفسية، السلوك العدواني، الانحراف السيكوباتي) لدى الأحداث الجانحين؟ وهل توجد فروق بين الذكور والإناث في هذه المتغيرات؟
التساؤلات الجزئية:
1. ما هي أشكال الإساءة التي تعرضت لها عينة الدراسة في الطفولة، سواء من قبل الأب أو الأم أو الإخوة؟
2. ما هي درجة الشعور بالوحدة النفسية لدى عينة الدراسة؟
3. ما هي أشكال السلوك العدواني الأكثر انتشارا لدى عينة الدراسة؟
4. ما هي أشكال الانحراف السيكوباتي الأكثر انتشارا لدى عينة الدراسة؟
5. هل توجد فروق بين إساءة الأب وإساءة الأم وإساءة الإخوة لدى عينة الدراسة؟
6. هل توجد فروق بين الذكور والإناث من عينة الدراسة في تعرضهم للإساءة في الطفولة؟
7. هل توجد فروق بين الذكور والإناث من عينة الدراسة في الوحدة النفسية؟
8. . هل توجد فروق بين الذكور والإناث من عينة الدراسة في السلوك العدواني؟
9. هل توجد فروق بين الذكور والإناث من عينة الدراسة في الانحراف السيكوباتي؟ 10. هل توجد علاقة ارتباطية بين خبرات الإساءة في الطفولة والوحدة النفسية لدى عينة الدراسة؟
10. . هل توجد علاقة ارتباطية بين خبرات الإساءة في الطفولة والسلوك العدواني لدى عينة الدراسة ؟
11. . هل توجد علاقة ارتباطية بين خبرات الإساءة في الطفولة والانحراف السيكوباتي لدى عينة الدراسة ؟
أهداف الدراسة
- 1- التعرف على طبيعة العلاقة بين خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة من جهة كل من الأب والأم والإخوة وعلاقتها بالمتغيرات: الوحدة النفسية، السلوك العدواني والانحراف السيكوباتي لدى الأحداث الجانحين من الجنسين.
- 2- التعرف على أنواع الإساءة التي تعرضت لها عينة الدراسة من طرف والديهم وإخوتهم. التعرف على حجم إساءة كل من الأب والأم والإخوة إلى عينة الدراسة، وأيهم الأكثر إساءة.
- 3 - -التعرف على أي الجنسين من عينة الدراسة أكثر تعرضا للإساءة في مرحلة الطفولة.
- 4 - التعرف على مدى انتشار كل من الشعور بالوحدة النفسية والسلوك العدواني والانحراف السيكوباتي بين أفراد عينة الدراسة، سواء الذكور أو الإناث.
- 5- - بناء مقياس الانحراف السيكوباتي.
- تحديد المفاهيم
- مرحلة الطفولة:
- هي المرحلة الأولى في حياة الكائن الإنسان، حيث يشهد فيها مجموعة من عمليات النمو على جميع الأصعدة. وهي تمتد من الولادة إلى 12سنة.
- خبرات الإساءة:
- ويتضمن هذا المفهوم كل فعل أو فشل في فعل من شأنه تعريض صحة وتطور الطفل النفسي والجسدي للخطر . وهناك صور متعددة للإساءة للطفل هي:
- الإساءة البدنية: أفعال يقوم بها الوالدان معا أو أحدهما أو الإخوة، تتسم بالعنف الموجه نحو الطفل مما يؤدي لإصابته بأذى جسدي، ومن المظاهر الشائعة لهذه الإساءة (الكدمات - التجمع الدموي - الحروق - الجروح - الخدوش) فى أماكن مختلفة من الجسم.
الإساءة اللفظية: أقوال يوجهها الوالدان أو أحدهما أو الإخوة تتسم بالعنف والصراخ والتوبيخ والاستهزاء والشتم بألفاظ قبيحة تؤذي الطفل نفسيا.
- الإساءة الجنسية: تتضمن القيام بأفعال تتراوح بين الإساءة غير اللمسية، مثل الاستعراض أمام الطفل، إلى التحرشات الجنسية وحتى القيام بالفعل الجنسي مع الطفل.
- الإهمال: هو الفشل في إمداد الطفل باحتياجاته الأساسية الجسمانية أو التعليمية أو العاطفية ومن ذلك عدم الإمداد الكافي بالطعام أو توفير المأوى المناسب أو الملابس الملائمة أو الطرد من المنزل أو رفض تقديم الرعاية الطبية أو تأخيرها والسماح للطفل بالهروب المتكرر من المدرسة.
- الحرمان: ويقصد به الحرمان العاطفي والجسدي، كالحرمان من العناق والملاطفة، أو الحرمان من الحاجات الأساسية كالنوم والراحة، أو الحرمان من الأب أو من الأم، أو من التعليم ومن اللعب ومن الرعاية
- الصحية.
- خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة: يقصد بها تصرف قد عاشه الحدث في طفولته ضمن محيطه الأسري والذي أثر عليه في نفسيته وسلوكه. وإجرائيا هي الدرجة التي يحصل عليها المفحوص على قائمة خبرات الإساءة التي أعدها بشير معمرية 2007
- الوحدة النفسية: هي شعور يحدث نتيجة حدوث خلل في شبكة العلاقات الاجتماعية للفرد سواء كان ذلك في صورة كمية (لا يوجد عدد كاف من الأصدقاء) أو في صورة كيفية (افتقاد المحبة والألفة والتواد من الآخرين).
- وإجرائيا هي الدرجة التي يحصل عليها المفحوص على مقياس كاليفورنيا لوس انجلوس للشعور بالوحدة النفسية من اعداد راسيل وآخرون 1982وتعريب مجدي الدسوقي 1998.
- السلوك العدواني
- هو سلوك ينتج عنه إيذاء شخص أو إتلاف لشيء، وهو سلوك يهدف إلى إحداث نتائج تخريبية أو مكروهة، أو للسيطرة من خلال القوة الجسدية أو اللفظية على الآخرين.
- وإجرائيا هي الدرجة التي يحصل عليها المفحوص على مقياس السلوك العدواني الذي أعده أرنولد بص و مارك بيري 1992 A.Buss & M.Perry وعربه كل من معتز عبد الله و صالح أبو عباد1995.
-
- الانحراف السيكوباتي:
- عبارة عن اضطراب في الشخصية، يتمظهر في سلوك اندفاعي متهور ومتكرر، يستهجنه المجتمع أو يعاقب علیه ، دون أن يكون لذلك علاقة بالضعف العقلي أو بمرض عصابي أو ذهان ، أو بحالة صرع ، أو بمرض عصبي.
- وإجرائيا هو الدرجة التي يحصل عليها المفحوص على مقياس الانحراف السيكوباتي الذي أعدته الباحثة.
- الأحداث الجانحين:
- الحدث الجانح هو كل فرد لم يبلغ الرشد الجنائي ويصدر عنه سلوك يوقعه تحت طائلة القانون، ويودع بإذن من قاضي الأحداث في مراكز الأحداث.
- وإجرائيا هم الأحداث النزلاء بمراكز الأحداث التي تمت فيها الدراسة، والذين أودعوا بهذه المراكز إما بصفة الخطر المعنوي أو نتيجة ارتكاب جريمة مخالفة للقانون.
- وتضمنت الرسالة تسعة فصول تناولت النظريات المفسرة للوحد النفسية والسلوكالعدواني وجنوح الاحداث وتحديد المفاهيم المرتبطة بتلك النظريات واستعملت الدراسة الادوات الاتية قائمة خبرات الإساءة في الطفولة (صورة الأب، صورة الأم، صورة الإخوة) لبشير معمرية 2007
-مقياس الوحدة النفسية لراسيل 1982 تعريب مجدي الدسوقي 1998
-مقياس السلوك العدواني لأرنولد بص و مارك بيري 1992 تعريب معتز عبد الله وصالح أبو عباد 1995
-مقياس الانحراف السيكوباتي للباحثة
استمارة البيانات العامة الأولية للباحثة منهج الدراسة: المنهج الوصفي بأسلوبي الارتباط والمقارنة
مجالات الدراسة:
- المجال الزمني: استغرقت الدراسة سنتين (2010-2012) بين البحث النظري والتطبيق الميداني والمعالجة الاحصائية والمناقشة والتحليل.
- المجال البشري: تمثلت عينة الدراسة في فئة الأحداث الجانحين، وقد تكونت من 91حدثا جانحا (68 ذكور و23 إناث)، تراوح سنهم بين 8 و21سنة، تم اختيارهم وفقا لمتطلبات الدراسة اما المجال المكاني فقد تمت الدراسة في مراكز الأحداث الجانحين التالية:
1- مركز إعادة التربية إناث –باتنة
2- مركز إعادة التربية إناث –قسنطينة
3- مركز إعادة التربية ذكور -سطيف
4- مركز إعادة التربية ذكور –عين مليلة
5- مركز حماية الطفولة ذكور –باتنة
6- مركز حماية الطفولة ذكور-العلمة
7- المركز المتخصص لرعاية الشباب –خنشلة
وتوصلت الدراسة الى
التساؤل الأول :
"ما هي أشكال الإساءة التي تعرضت لها عينة الدراسة في الطفولة، سواء من قبل الأب أو الأم أو الإخوة؟"
حيث توصلت النتائج إلى أن الإهمال الصادر من الأب والإخوة والأم وكذا الإساءات اللفظية والبدنية للأب تتصدر قائمة الإساءات، بينما تقاسمت الإساءات اللفظية والبدنية للأم والإخوة المراكز المتوسطة، وحل الحرمان فالإساءة الجنسية في المراكز الأخيرة. مما يعني أن أكثر أشكال الإساءة انتشارا لدى عينة الدراسة هي الإهمال ثم الإساءات اللفظية والبدنية للأب والأم.
أما بالنسبة لترتيب الإساءات لدى عينة الدراسة من الجنسين فنجد تقاربا في ترتيبها، إلا في الإساءة البدنية للأم احتلت لدى الإناث مركزا متقدما مما هي عليه لدى الذكور.
التساؤل الثاني:
"ما هي درجة الشعور بالوحدة النفسية لدى عينة الدراسة؟"
حيث توصلت النتائج إلى أن 46.15% من عينة الدراسة لديهم شعور متوسط بالوحدة النفسية، و31.86% لديهم شعور مرتفع بالوحدة النفسية، و21.97% لديهم شعور منخفض بالوحدة النفسية.
وبالتالي فعينة الدراسة تعاني من شعور بالوحدة النفسية يتراوح بين المتوسط والمرتفع
التساؤل الثالث:
"ما هي أشكال السلوك العدواني الأكثر انتشارا لدى عينة الدراسة؟"
حيث توصلت النتائج إلى أن العدوان البدني يحتل المرتبة الأولى تليها العداوة ثم الغضب بينما احتل العدوان اللفظي المرتبة الأخيرة.
وقد بينت النتائج أن العدوان البدني احتل الصدارة لدى عينة الذكور، بينما احتلت العداوة الصدارة لدى عينة الإناث
التساؤل الرابع:
"ما هي أشكال الانحراف السيكوباتي الأكثر انتشارا لدى عينة الدراسة؟"
حيث توصلت النتائج إلى أن انحراف السلوك يحتل المرتبة الأولى يليه انحراف الإدراك ثم انحراف الانفعال بينما احتل انحراف العلاقات الاجتماعية المرتبة الأخيرة.
كما خلصت نتائج الدراسة إلى وجود انحراف سيكوباتي متوسط لدى عينة الدراسة من كلا الجنسين.
وبالتفصيل في ترتيب أشكال الانحراف السيكوباتي لدى عينة الدراسة من الجنسين نجد أن انحراف السلوك لدى الذكور يحتل مرتبة متقدمة عنه لدى الإناث.
التساؤل الخامس:
"توجد فروق بين إساءة الأب وإساءة الأم وإساءة الإخوة لدى عينة الدراسة"
حيث توصلت النتائج إلى أن قيمة "ف" غير دالة إحصائيا، وهذا يدل على أنه لا توجد فروق بين إساءة الأب وإساءة الأم وإساءة الإخوة لدى عينة الدراسة. أي أن فرضية الدراسة لم تتحقق.
التساؤل السادس:
"توجد فروق بين الذكور والإناث من عينة الدراسة في تعرضهم للإساءة في الطفولة "
حيث توصلت النتائج إلى أن الفروق بين الذكور والإناث في تعرضهم لخبرات الإساءة في الطفولة دالة إحصائيا عند مستوى0.01 ولصالح الإناث في الإساءة اللفظية والجنسية والإهمال والحرمان للأب، وفي الإساءة البدنية واللفظية والإهمال والحرمان للأم، وفي الإهمال والحرمان للإخوة. ودالة إحصائيا عند مستوى 0.05 ولصالح الإناث أيضا في الإساءة البدنية للأب، والإساءة الجنسية للأم والإخوة.
التساؤل السابع على:" توجد فروق بين الذكور والإناث من عينة الدراسة في الوحدة النفسية"
حيث توصلت النتائج إلى أن الفروق بين الذكور والإناث في شعورهم بالوحدة النفسية دالة إحصائيا عند مستوى0.01 ولصالح الإناث. أي أن الإناث الجانحات كن أكثر شعورا بالوحدة النفسية من الذكور الجانحين.
وبالرجوع إلى استجابة العينة على مقياس الشعور بالوحدة النفسية حسب الجنس نجد أن 48.52% من الذكور لديهم شعور متوسط بالوحدة النفسية، و27.94% لديهم شعور منخفض بالوحدة النفسية، و23.52% لديهم شعور مرتفع بالوحدة النفسية، بينما نجد لدى الإناث 56.52% لديهم شعور مرتفع بالوحدة النفسية، و39.13% لديهم شعور متوسط بالوحدة النفسية، و4.34% لديهم شعور منخفض بالوحدة النفسية. أي أن 76.46% من الذكور لديهم شعور بالوحدة النفسية يتراوح بين المنخفض والمتوسط، و95.65% من الإناث لديهن شعور بالوحدة النفسية يتراوح بين المتوسط إلى المرتفع، مما يعني أن الشعور بالوحدة النفسية لدى الإناث مرتفع بشدة عما هو لدى الذكور
التساؤل الثامن :
" توجد فروق بين الذكور والإناث من عينة الدراسة في السلوك العدواني”
حيث توصلت النتائج إلى أن الفروق بين الذكور والإناث في أشكال السلوك العدواني دالة إحصائيا عند مستوى0.01 ولصالح الإناث في العدوان اللفظي والغضب والعداوة وعلى الدرجة الكلية لمقياس السلوك العدواني، وغير دالة في العدوان البدني.
التساؤل التاسع:
" توجد فروق بين الذكور والإناث من عينة الدراسة في الانحراف السيكوباتي"
حيث توصلت النتائج إلى أن الفروق بين الذكور والإناث في أشكال الانحراف السيكوباتي دالة إحصائيا عند مستوى0.01 لصالح الإناث في انحراف الانفعال وانحراف العلاقات الاجتماعية، ودالة عند مستوى 0.05 ولصالح الإناث في انحراف الإدراك، وغير دالة في انحراف السلوك. وبالتالي تـاكدت فرضية الدراسة الخامسة.
التساؤل العاشر:
" توجد علاقة ارتباطية بين خبرات الإساءة في الطفولة والوحدة النفسية لدى الأحداث الجانحين "
حيث توصلت النتائج إلى وجود ارتباطات لدى عينة الدراسة بين خبرات الإساءة في الطفولة والوحدة النفسية. وبالتالي تأكدت فرضية الدراسة السادسة.
إن نتائج الدراسة أثبتت أن هناك ارتباطات بين إساءة معاملة الحدث في الطفولة وبين شعوره بالوحدة النفسية، إلا أن هناك تفاوتا في هذه الارتباطات نتناولها وفقا لعدة محكات (شكل الإساءة، مصدر الإساءة، الجنس)
فمن ناحية شكل الإساءة نجد أن كلا من الإساءة البدنية واللفظية والإهمال والحرمان قد ارتبطت مع الوحدة النفسية ارتباطا موجبا، بينما لم يوجد ارتباط بين الإساءة الجنسية والوحدة النفسية
ومن ناحية مصدر الإساءة نجد أن إساءة الأب لم ترتبط مع الشعور بالوحدة النفسية إلا في الإهمال، بينما يوجد ارتباط موجب دال احصائيا عند مستوى 0.01 بين كل من إساءة الأم وإساءة الإخوة من جهة والوحدة النفسية من جهة ثانية.
وبالبحث عن أكثر الإساءات ارتباطا بالوحدة النفسية وفقا لمصدر الإساءة نجد أن نسبة ارتباط إساءات الأم قد بلغت 26.66%، و نسبة ارتباط إساءات الإخوة قد بلغت 13.33%، ونسبة ارتباط إساءات الأب قد بلغت 6.66%، مما يدل على أن لإساءات الأم أثرا واضحا في ظهور الوحدة النفسية لدى عينة الدراسة.
ومن ناحية الجنس نلاحظ أن خبرات الإساءة لدى الذكور لم ترتبط مطلقا بالوحدة النفسية. أما بالنسبة للإناث فنلاحظ أن هناك ارتباط موجب دال احصائيا عند مستوى 0.01 بين خبرات الإساءة والوحدة النفسية.
وقد بلغت نسبة الارتباطات لدى عينة الاناث 40%، حيث بلغت نسبة الارتباطات بالنسبة لإساءة الأب 0%، وإساءة الأم 13.33%، وإساءة الإخوة 26.66%، مما يعني أن لخبرات الإساءة في الطفولة علاقة بالشعور بالوحدة النفسية لدى الإناث
التساؤل الحادي عشر:
" توجد علاقة ارتباطية بين خبرات الإساءة في الطفولة والسلوك العدواني لدى الأحداث الجانحين "
حيث توصلت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة احصائيا عند 0.01 بين خبرات الإساءة في الطفولة والسلوك العدواني لدى الأحداث الجانحين.
وبالرجوع إلى أشكال الإساءة نجد أن الإساءة البدنية واللفظية والجنسية لها علاقة مع كل أشكال السلوك العدواني إلا العدوان البدني، في حين لا توجد علاقة بين إساءة الاهمال واساءة الحرمان وبين أي شكل من أشكال السلوك العدواني.
وبالرجوع إلى مصدر الإساءة نجد أن إساءة الأب لم ترتبط مع السلوك العدواني، بمعنى أن لا علاقة لإساءة الأب بظهور السلوك العدواني لدى الأحداث الجانحين، كذلك إساءة الأم لم ترتبط مع السلوك العدواني لكنها ارتبطت طرديا مع شكل واحد من أشكاله هو العدوان اللفظي، أي أنها تسهم فقط في ظهور العدوان اللفظي للأحداث الجانحين.
وبالبحث عن أكثر الإساءات ارتباطا بالسلوك العدواني وفقا لمصدر الإساءة نجد أن نسبة ارتباط إساءات الإخوة قد بلغت 20%، ونسبة ارتباط إساءات الأم قد بلغت 10%، بينما نسبة ارتباط إساءات الأب كانت 0%، مما يدل على أن لإساءات الإخوة أثرا واضحا في ظهور السلوك العدواني لدى عينة الدراسة.
ومن ناحية الجنس نلاحظ تفوق الذكور على الإناث في عدد الارتباطات، فقد بلغت نسبة الارتباطات لدى عينة الذكور 48.33% مقابل8.33% لدى الإناث، وقد بلغت نسبة الارتباطات الخاصة بإساءة الأب 5% لدى الذكور مقابل 8.33% لدى الإناث، وإساءة الأم 5% لدى الذكور مقابل 0% لدى الإناث، وإساءة الإخوة 20% لدى الذكور مقابل 0% لدى الإناث. وبالتالي نلاحظ ظهور الإخوة كقطب مسيء للذكور، والأب كقطب مسيء للإناث
وبالبحث عن أشكال السلوك العدواني التي حصلت على أعلى نسبة من الارتباطات مع أشكال خبرات الإساءة في الطفولة فقد كانت للعداوة 16.66% ثم كل من الغضب والعدوان اللفظي 11.66% وأخيرا العدوان البدني 5%، مما يدل على أن أكثر أشكال السلوك العدواني تأثرا بخبرات الإساءة في الطفولة هي العداوة.
التساؤل الثاني عشر: " توجد علاقة ارتباطية بين خبرات الإساءة في الطفولة والانحراف السيكوباتي لدى الأحداث الجانحين "
حيث توصلت النتائج إلى وجود ارتباط موجب دال احصائيا عند مستوى دلالة 0.01 بين خبرات الإساءة في الطفولة والانحراف السيكوباتي لدى الأحداث الجانحين.
وبالرجوع إلى أشكال الإساءة نجد أن الإساءة البدنية واللفظية لها علاقة مع كل أشكال الانحراف السيكوباتي، في حين نجد الإساءة الجنسية والإهمال والحرمان لها علاقة مع كل أشكال الانحراف السيكوباتي ما عدا انحراف السلوك.
وبالرجوع إلى مصدر الإساءة نجد أن إساءة الأب وكذلك إساءة الأم ارتبطت ارتباطا طرديا بالانحراف السيكوباتي وبكل أشكاله ما عدا بانحراف السلوك، أما إساءة الإخوة فقد ارتبطت طرديا مع الانحراف السيكوباتي بكل أشكاله ما عدا انحراف الانفعال الذي لم ترتبط به.
وبالبحث عن أكثر الإساءات ارتباطا بالانحراف السيكوباتي وفقا لمصدر الإساءة نجد أن نسبة ارتباط إساءات الأب قد بلغت 21.66%، و نسبة ارتباط إساءات الأم قد بلغت 18.33%، نسبة ارتباط إساءات الإخوة قد بلغت 16.66%، مما يدل على أن لإساءات الأب أثرا واضحا في ظهور الانحراف السيكوباتي، فأهم ما في أعراض السيكوباتية تحدي السلطة، والسلطة التي نشأ عليها الحدث هي سلطة الأب المسيء.
ومن ناحية الجنس نلاحظ تفوق الذكور على الإناث في عدد الارتباطات، فقد بلغت نسبة الارتباطات لدى عينة الذكور 60% مقابل 15% لدى الإناث، وبلغت فيها نسبة الارتباطات الخاصة بإساءة الأب 13.33% لدى الذكور مقابل 1.66% لدى الإناث، وإساءة الأم 6.66% لدى الذكورمقابل 3.33% لدى الإناث، وإساءة الإخوة 20% لدى الذكور مقابل 1.66% لدى الإناث. كما نلاحظ ظهور الإخوة كقطب مسيء للذكور، والأب كقطب مسيء للإناث.
وبالبحث عن أشكال الانحراف السيكوباتي التي حصلت على أعلى نسبة من الارتباطات مع أشكال خبرات الإساءة في الطفولة فنجد أن أعلى نسبة كانت لانحراف العلاقات الاجتماعية 23.33% ثم انحراف الادراك 21.66% ثم انحراف الانفعال 10% وأخيرا انحراف السلوك 6.66%، مما يدل على أن أكثر أشكال الانحراف السيكوباتي تأثرا بخبرات الإساءة في الطفولة هي انحراف العلاقات الاجتماعية وانحراف الادراك
دراسة ميدانية بمراكز الأحداث
ا لباحثة سامية شنيار قســـم علم النفس وعلوم التربية والأرطفونيا
جامعــــــة محمد بوضياف المسيلة تاريخ المناقشة: 03-10-2012
إن طفولة الإنسان هي أهم مرحلة من مراحل حياته، لأنها المرحلة التي يتحدد فيها مفهوم هذا الإنسان للحياة ونظرته إليها، حيث يتعرض الطفل بمجرد ولادته إلى سيل عارم من المثيرات الداخلية والخارجية، ويكون عاجزا تماما عن ترجمة هذه المثيرات أو الاستجابة لها استجابة ملائمة نظرا لضعفه وهشاشة بنيته النفسية، لذلك يكون بحاجة إلى أفراد آخرين يقدمون له الرعاية والاهتمام ويساعدونه على ضمان نمو سليم يسمح بتطوير قدراته وإشباع حاجاته المختلفة. وتعد الأسرة الوحدة الاجتماعية الأولى والبيئة الأساسية التى ترعى الطفل، فهي تشتمل على أقوى المؤثرات التى توجه نمو طفولته، هذه المؤثرات تتجسد أساسا في الأب والأم والإخوة.
ونظرا للأهمية التي تحوزها الأسرة في بناء وتنمية شخصية الطفل، فإن أي انحراف أو خلل في وظائفها يؤثر سلبا على نموه الطبيعي
ومن أهم الانحرافات السلبية التي تمارسها الأسرة اتجاه الطفل إساءة المعاملة التي تعد أخطر مهدد للنمو السليم للطفل.
وتتعدد أشكال إساءة المعاملة الممارسة على الطفل داخل الأسرة، وتتراوح بين الإهمال والحرمان والإساءة اللفظية بالسخرية والإهانة والشتم والصراخ، إلى الإساءة الجنسية والجسدية البسيطة، وصولا إلى الاعتداء الوحشي كالضرب المبرح والحرق وتكسير العظام والخنق والطفل المتعرض لإساءة المعاملة قد تظهر عليه بعض آثارها آنيا، ولكن عادة ما يختزن الطفل خبرات هذه الإساءة المؤلمة لتظهر آثارها عليه فيما بعد، في مراحل أخرى حين تجد لها متنفسا، وغالبا ما تتخذ شكل انحراف أو اضطراب. وقد جاءت هذه الدراسة لتتعمق في البحث عن علاقة إساءة المعاملة في الطفولة بكل من الوحدة النفسية والسلوك العدواني والانحراف السيكوباتي لدى فئة الأحداث الجانحين.
وذلك بالإجابة عن التساؤلات التالية:
التساؤل العام :
هل توجد علاقة ارتباطية بين خبرات الإساءة في الطفولة وبعض الخصائص النفسية (الوحدة النفسية، السلوك العدواني، الانحراف السيكوباتي) لدى الأحداث الجانحين؟ وهل توجد فروق بين الذكور والإناث في هذه المتغيرات؟
التساؤلات الجزئية:
1. ما هي أشكال الإساءة التي تعرضت لها عينة الدراسة في الطفولة، سواء من قبل الأب أو الأم أو الإخوة؟
2. ما هي درجة الشعور بالوحدة النفسية لدى عينة الدراسة؟
3. ما هي أشكال السلوك العدواني الأكثر انتشارا لدى عينة الدراسة؟
4. ما هي أشكال الانحراف السيكوباتي الأكثر انتشارا لدى عينة الدراسة؟
5. هل توجد فروق بين إساءة الأب وإساءة الأم وإساءة الإخوة لدى عينة الدراسة؟
6. هل توجد فروق بين الذكور والإناث من عينة الدراسة في تعرضهم للإساءة في الطفولة؟
7. هل توجد فروق بين الذكور والإناث من عينة الدراسة في الوحدة النفسية؟
8. . هل توجد فروق بين الذكور والإناث من عينة الدراسة في السلوك العدواني؟
9. هل توجد فروق بين الذكور والإناث من عينة الدراسة في الانحراف السيكوباتي؟ 10. هل توجد علاقة ارتباطية بين خبرات الإساءة في الطفولة والوحدة النفسية لدى عينة الدراسة؟
10. . هل توجد علاقة ارتباطية بين خبرات الإساءة في الطفولة والسلوك العدواني لدى عينة الدراسة ؟
11. . هل توجد علاقة ارتباطية بين خبرات الإساءة في الطفولة والانحراف السيكوباتي لدى عينة الدراسة ؟
أهداف الدراسة
- 1- التعرف على طبيعة العلاقة بين خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة من جهة كل من الأب والأم والإخوة وعلاقتها بالمتغيرات: الوحدة النفسية، السلوك العدواني والانحراف السيكوباتي لدى الأحداث الجانحين من الجنسين.
- 2- التعرف على أنواع الإساءة التي تعرضت لها عينة الدراسة من طرف والديهم وإخوتهم. التعرف على حجم إساءة كل من الأب والأم والإخوة إلى عينة الدراسة، وأيهم الأكثر إساءة.
- 3 - -التعرف على أي الجنسين من عينة الدراسة أكثر تعرضا للإساءة في مرحلة الطفولة.
- 4 - التعرف على مدى انتشار كل من الشعور بالوحدة النفسية والسلوك العدواني والانحراف السيكوباتي بين أفراد عينة الدراسة، سواء الذكور أو الإناث.
- 5- - بناء مقياس الانحراف السيكوباتي.
- تحديد المفاهيم
- مرحلة الطفولة:
- هي المرحلة الأولى في حياة الكائن الإنسان، حيث يشهد فيها مجموعة من عمليات النمو على جميع الأصعدة. وهي تمتد من الولادة إلى 12سنة.
- خبرات الإساءة:
- ويتضمن هذا المفهوم كل فعل أو فشل في فعل من شأنه تعريض صحة وتطور الطفل النفسي والجسدي للخطر . وهناك صور متعددة للإساءة للطفل هي:
- الإساءة البدنية: أفعال يقوم بها الوالدان معا أو أحدهما أو الإخوة، تتسم بالعنف الموجه نحو الطفل مما يؤدي لإصابته بأذى جسدي، ومن المظاهر الشائعة لهذه الإساءة (الكدمات - التجمع الدموي - الحروق - الجروح - الخدوش) فى أماكن مختلفة من الجسم.
الإساءة اللفظية: أقوال يوجهها الوالدان أو أحدهما أو الإخوة تتسم بالعنف والصراخ والتوبيخ والاستهزاء والشتم بألفاظ قبيحة تؤذي الطفل نفسيا.
- الإساءة الجنسية: تتضمن القيام بأفعال تتراوح بين الإساءة غير اللمسية، مثل الاستعراض أمام الطفل، إلى التحرشات الجنسية وحتى القيام بالفعل الجنسي مع الطفل.
- الإهمال: هو الفشل في إمداد الطفل باحتياجاته الأساسية الجسمانية أو التعليمية أو العاطفية ومن ذلك عدم الإمداد الكافي بالطعام أو توفير المأوى المناسب أو الملابس الملائمة أو الطرد من المنزل أو رفض تقديم الرعاية الطبية أو تأخيرها والسماح للطفل بالهروب المتكرر من المدرسة.
- الحرمان: ويقصد به الحرمان العاطفي والجسدي، كالحرمان من العناق والملاطفة، أو الحرمان من الحاجات الأساسية كالنوم والراحة، أو الحرمان من الأب أو من الأم، أو من التعليم ومن اللعب ومن الرعاية
- الصحية.
- خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة: يقصد بها تصرف قد عاشه الحدث في طفولته ضمن محيطه الأسري والذي أثر عليه في نفسيته وسلوكه. وإجرائيا هي الدرجة التي يحصل عليها المفحوص على قائمة خبرات الإساءة التي أعدها بشير معمرية 2007
- الوحدة النفسية: هي شعور يحدث نتيجة حدوث خلل في شبكة العلاقات الاجتماعية للفرد سواء كان ذلك في صورة كمية (لا يوجد عدد كاف من الأصدقاء) أو في صورة كيفية (افتقاد المحبة والألفة والتواد من الآخرين).
- وإجرائيا هي الدرجة التي يحصل عليها المفحوص على مقياس كاليفورنيا لوس انجلوس للشعور بالوحدة النفسية من اعداد راسيل وآخرون 1982وتعريب مجدي الدسوقي 1998.
- السلوك العدواني
- هو سلوك ينتج عنه إيذاء شخص أو إتلاف لشيء، وهو سلوك يهدف إلى إحداث نتائج تخريبية أو مكروهة، أو للسيطرة من خلال القوة الجسدية أو اللفظية على الآخرين.
- وإجرائيا هي الدرجة التي يحصل عليها المفحوص على مقياس السلوك العدواني الذي أعده أرنولد بص و مارك بيري 1992 A.Buss & M.Perry وعربه كل من معتز عبد الله و صالح أبو عباد1995.
-
- الانحراف السيكوباتي:
- عبارة عن اضطراب في الشخصية، يتمظهر في سلوك اندفاعي متهور ومتكرر، يستهجنه المجتمع أو يعاقب علیه ، دون أن يكون لذلك علاقة بالضعف العقلي أو بمرض عصابي أو ذهان ، أو بحالة صرع ، أو بمرض عصبي.
- وإجرائيا هو الدرجة التي يحصل عليها المفحوص على مقياس الانحراف السيكوباتي الذي أعدته الباحثة.
- الأحداث الجانحين:
- الحدث الجانح هو كل فرد لم يبلغ الرشد الجنائي ويصدر عنه سلوك يوقعه تحت طائلة القانون، ويودع بإذن من قاضي الأحداث في مراكز الأحداث.
- وإجرائيا هم الأحداث النزلاء بمراكز الأحداث التي تمت فيها الدراسة، والذين أودعوا بهذه المراكز إما بصفة الخطر المعنوي أو نتيجة ارتكاب جريمة مخالفة للقانون.
- وتضمنت الرسالة تسعة فصول تناولت النظريات المفسرة للوحد النفسية والسلوكالعدواني وجنوح الاحداث وتحديد المفاهيم المرتبطة بتلك النظريات واستعملت الدراسة الادوات الاتية قائمة خبرات الإساءة في الطفولة (صورة الأب، صورة الأم، صورة الإخوة) لبشير معمرية 2007
-مقياس الوحدة النفسية لراسيل 1982 تعريب مجدي الدسوقي 1998
-مقياس السلوك العدواني لأرنولد بص و مارك بيري 1992 تعريب معتز عبد الله وصالح أبو عباد 1995
-مقياس الانحراف السيكوباتي للباحثة
استمارة البيانات العامة الأولية للباحثة منهج الدراسة: المنهج الوصفي بأسلوبي الارتباط والمقارنة
مجالات الدراسة:
- المجال الزمني: استغرقت الدراسة سنتين (2010-2012) بين البحث النظري والتطبيق الميداني والمعالجة الاحصائية والمناقشة والتحليل.
- المجال البشري: تمثلت عينة الدراسة في فئة الأحداث الجانحين، وقد تكونت من 91حدثا جانحا (68 ذكور و23 إناث)، تراوح سنهم بين 8 و21سنة، تم اختيارهم وفقا لمتطلبات الدراسة اما المجال المكاني فقد تمت الدراسة في مراكز الأحداث الجانحين التالية:
1- مركز إعادة التربية إناث –باتنة
2- مركز إعادة التربية إناث –قسنطينة
3- مركز إعادة التربية ذكور -سطيف
4- مركز إعادة التربية ذكور –عين مليلة
5- مركز حماية الطفولة ذكور –باتنة
6- مركز حماية الطفولة ذكور-العلمة
7- المركز المتخصص لرعاية الشباب –خنشلة
وتوصلت الدراسة الى
التساؤل الأول :
"ما هي أشكال الإساءة التي تعرضت لها عينة الدراسة في الطفولة، سواء من قبل الأب أو الأم أو الإخوة؟"
حيث توصلت النتائج إلى أن الإهمال الصادر من الأب والإخوة والأم وكذا الإساءات اللفظية والبدنية للأب تتصدر قائمة الإساءات، بينما تقاسمت الإساءات اللفظية والبدنية للأم والإخوة المراكز المتوسطة، وحل الحرمان فالإساءة الجنسية في المراكز الأخيرة. مما يعني أن أكثر أشكال الإساءة انتشارا لدى عينة الدراسة هي الإهمال ثم الإساءات اللفظية والبدنية للأب والأم.
أما بالنسبة لترتيب الإساءات لدى عينة الدراسة من الجنسين فنجد تقاربا في ترتيبها، إلا في الإساءة البدنية للأم احتلت لدى الإناث مركزا متقدما مما هي عليه لدى الذكور.
التساؤل الثاني:
"ما هي درجة الشعور بالوحدة النفسية لدى عينة الدراسة؟"
حيث توصلت النتائج إلى أن 46.15% من عينة الدراسة لديهم شعور متوسط بالوحدة النفسية، و31.86% لديهم شعور مرتفع بالوحدة النفسية، و21.97% لديهم شعور منخفض بالوحدة النفسية.
وبالتالي فعينة الدراسة تعاني من شعور بالوحدة النفسية يتراوح بين المتوسط والمرتفع
التساؤل الثالث:
"ما هي أشكال السلوك العدواني الأكثر انتشارا لدى عينة الدراسة؟"
حيث توصلت النتائج إلى أن العدوان البدني يحتل المرتبة الأولى تليها العداوة ثم الغضب بينما احتل العدوان اللفظي المرتبة الأخيرة.
وقد بينت النتائج أن العدوان البدني احتل الصدارة لدى عينة الذكور، بينما احتلت العداوة الصدارة لدى عينة الإناث
التساؤل الرابع:
"ما هي أشكال الانحراف السيكوباتي الأكثر انتشارا لدى عينة الدراسة؟"
حيث توصلت النتائج إلى أن انحراف السلوك يحتل المرتبة الأولى يليه انحراف الإدراك ثم انحراف الانفعال بينما احتل انحراف العلاقات الاجتماعية المرتبة الأخيرة.
كما خلصت نتائج الدراسة إلى وجود انحراف سيكوباتي متوسط لدى عينة الدراسة من كلا الجنسين.
وبالتفصيل في ترتيب أشكال الانحراف السيكوباتي لدى عينة الدراسة من الجنسين نجد أن انحراف السلوك لدى الذكور يحتل مرتبة متقدمة عنه لدى الإناث.
التساؤل الخامس:
"توجد فروق بين إساءة الأب وإساءة الأم وإساءة الإخوة لدى عينة الدراسة"
حيث توصلت النتائج إلى أن قيمة "ف" غير دالة إحصائيا، وهذا يدل على أنه لا توجد فروق بين إساءة الأب وإساءة الأم وإساءة الإخوة لدى عينة الدراسة. أي أن فرضية الدراسة لم تتحقق.
التساؤل السادس:
"توجد فروق بين الذكور والإناث من عينة الدراسة في تعرضهم للإساءة في الطفولة "
حيث توصلت النتائج إلى أن الفروق بين الذكور والإناث في تعرضهم لخبرات الإساءة في الطفولة دالة إحصائيا عند مستوى0.01 ولصالح الإناث في الإساءة اللفظية والجنسية والإهمال والحرمان للأب، وفي الإساءة البدنية واللفظية والإهمال والحرمان للأم، وفي الإهمال والحرمان للإخوة. ودالة إحصائيا عند مستوى 0.05 ولصالح الإناث أيضا في الإساءة البدنية للأب، والإساءة الجنسية للأم والإخوة.
التساؤل السابع على:" توجد فروق بين الذكور والإناث من عينة الدراسة في الوحدة النفسية"
حيث توصلت النتائج إلى أن الفروق بين الذكور والإناث في شعورهم بالوحدة النفسية دالة إحصائيا عند مستوى0.01 ولصالح الإناث. أي أن الإناث الجانحات كن أكثر شعورا بالوحدة النفسية من الذكور الجانحين.
وبالرجوع إلى استجابة العينة على مقياس الشعور بالوحدة النفسية حسب الجنس نجد أن 48.52% من الذكور لديهم شعور متوسط بالوحدة النفسية، و27.94% لديهم شعور منخفض بالوحدة النفسية، و23.52% لديهم شعور مرتفع بالوحدة النفسية، بينما نجد لدى الإناث 56.52% لديهم شعور مرتفع بالوحدة النفسية، و39.13% لديهم شعور متوسط بالوحدة النفسية، و4.34% لديهم شعور منخفض بالوحدة النفسية. أي أن 76.46% من الذكور لديهم شعور بالوحدة النفسية يتراوح بين المنخفض والمتوسط، و95.65% من الإناث لديهن شعور بالوحدة النفسية يتراوح بين المتوسط إلى المرتفع، مما يعني أن الشعور بالوحدة النفسية لدى الإناث مرتفع بشدة عما هو لدى الذكور
التساؤل الثامن :
" توجد فروق بين الذكور والإناث من عينة الدراسة في السلوك العدواني”
حيث توصلت النتائج إلى أن الفروق بين الذكور والإناث في أشكال السلوك العدواني دالة إحصائيا عند مستوى0.01 ولصالح الإناث في العدوان اللفظي والغضب والعداوة وعلى الدرجة الكلية لمقياس السلوك العدواني، وغير دالة في العدوان البدني.
التساؤل التاسع:
" توجد فروق بين الذكور والإناث من عينة الدراسة في الانحراف السيكوباتي"
حيث توصلت النتائج إلى أن الفروق بين الذكور والإناث في أشكال الانحراف السيكوباتي دالة إحصائيا عند مستوى0.01 لصالح الإناث في انحراف الانفعال وانحراف العلاقات الاجتماعية، ودالة عند مستوى 0.05 ولصالح الإناث في انحراف الإدراك، وغير دالة في انحراف السلوك. وبالتالي تـاكدت فرضية الدراسة الخامسة.
التساؤل العاشر:
" توجد علاقة ارتباطية بين خبرات الإساءة في الطفولة والوحدة النفسية لدى الأحداث الجانحين "
حيث توصلت النتائج إلى وجود ارتباطات لدى عينة الدراسة بين خبرات الإساءة في الطفولة والوحدة النفسية. وبالتالي تأكدت فرضية الدراسة السادسة.
إن نتائج الدراسة أثبتت أن هناك ارتباطات بين إساءة معاملة الحدث في الطفولة وبين شعوره بالوحدة النفسية، إلا أن هناك تفاوتا في هذه الارتباطات نتناولها وفقا لعدة محكات (شكل الإساءة، مصدر الإساءة، الجنس)
فمن ناحية شكل الإساءة نجد أن كلا من الإساءة البدنية واللفظية والإهمال والحرمان قد ارتبطت مع الوحدة النفسية ارتباطا موجبا، بينما لم يوجد ارتباط بين الإساءة الجنسية والوحدة النفسية
ومن ناحية مصدر الإساءة نجد أن إساءة الأب لم ترتبط مع الشعور بالوحدة النفسية إلا في الإهمال، بينما يوجد ارتباط موجب دال احصائيا عند مستوى 0.01 بين كل من إساءة الأم وإساءة الإخوة من جهة والوحدة النفسية من جهة ثانية.
وبالبحث عن أكثر الإساءات ارتباطا بالوحدة النفسية وفقا لمصدر الإساءة نجد أن نسبة ارتباط إساءات الأم قد بلغت 26.66%، و نسبة ارتباط إساءات الإخوة قد بلغت 13.33%، ونسبة ارتباط إساءات الأب قد بلغت 6.66%، مما يدل على أن لإساءات الأم أثرا واضحا في ظهور الوحدة النفسية لدى عينة الدراسة.
ومن ناحية الجنس نلاحظ أن خبرات الإساءة لدى الذكور لم ترتبط مطلقا بالوحدة النفسية. أما بالنسبة للإناث فنلاحظ أن هناك ارتباط موجب دال احصائيا عند مستوى 0.01 بين خبرات الإساءة والوحدة النفسية.
وقد بلغت نسبة الارتباطات لدى عينة الاناث 40%، حيث بلغت نسبة الارتباطات بالنسبة لإساءة الأب 0%، وإساءة الأم 13.33%، وإساءة الإخوة 26.66%، مما يعني أن لخبرات الإساءة في الطفولة علاقة بالشعور بالوحدة النفسية لدى الإناث
التساؤل الحادي عشر:
" توجد علاقة ارتباطية بين خبرات الإساءة في الطفولة والسلوك العدواني لدى الأحداث الجانحين "
حيث توصلت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة احصائيا عند 0.01 بين خبرات الإساءة في الطفولة والسلوك العدواني لدى الأحداث الجانحين.
وبالرجوع إلى أشكال الإساءة نجد أن الإساءة البدنية واللفظية والجنسية لها علاقة مع كل أشكال السلوك العدواني إلا العدوان البدني، في حين لا توجد علاقة بين إساءة الاهمال واساءة الحرمان وبين أي شكل من أشكال السلوك العدواني.
وبالرجوع إلى مصدر الإساءة نجد أن إساءة الأب لم ترتبط مع السلوك العدواني، بمعنى أن لا علاقة لإساءة الأب بظهور السلوك العدواني لدى الأحداث الجانحين، كذلك إساءة الأم لم ترتبط مع السلوك العدواني لكنها ارتبطت طرديا مع شكل واحد من أشكاله هو العدوان اللفظي، أي أنها تسهم فقط في ظهور العدوان اللفظي للأحداث الجانحين.
وبالبحث عن أكثر الإساءات ارتباطا بالسلوك العدواني وفقا لمصدر الإساءة نجد أن نسبة ارتباط إساءات الإخوة قد بلغت 20%، ونسبة ارتباط إساءات الأم قد بلغت 10%، بينما نسبة ارتباط إساءات الأب كانت 0%، مما يدل على أن لإساءات الإخوة أثرا واضحا في ظهور السلوك العدواني لدى عينة الدراسة.
ومن ناحية الجنس نلاحظ تفوق الذكور على الإناث في عدد الارتباطات، فقد بلغت نسبة الارتباطات لدى عينة الذكور 48.33% مقابل8.33% لدى الإناث، وقد بلغت نسبة الارتباطات الخاصة بإساءة الأب 5% لدى الذكور مقابل 8.33% لدى الإناث، وإساءة الأم 5% لدى الذكور مقابل 0% لدى الإناث، وإساءة الإخوة 20% لدى الذكور مقابل 0% لدى الإناث. وبالتالي نلاحظ ظهور الإخوة كقطب مسيء للذكور، والأب كقطب مسيء للإناث
وبالبحث عن أشكال السلوك العدواني التي حصلت على أعلى نسبة من الارتباطات مع أشكال خبرات الإساءة في الطفولة فقد كانت للعداوة 16.66% ثم كل من الغضب والعدوان اللفظي 11.66% وأخيرا العدوان البدني 5%، مما يدل على أن أكثر أشكال السلوك العدواني تأثرا بخبرات الإساءة في الطفولة هي العداوة.
التساؤل الثاني عشر: " توجد علاقة ارتباطية بين خبرات الإساءة في الطفولة والانحراف السيكوباتي لدى الأحداث الجانحين "
حيث توصلت النتائج إلى وجود ارتباط موجب دال احصائيا عند مستوى دلالة 0.01 بين خبرات الإساءة في الطفولة والانحراف السيكوباتي لدى الأحداث الجانحين.
وبالرجوع إلى أشكال الإساءة نجد أن الإساءة البدنية واللفظية لها علاقة مع كل أشكال الانحراف السيكوباتي، في حين نجد الإساءة الجنسية والإهمال والحرمان لها علاقة مع كل أشكال الانحراف السيكوباتي ما عدا انحراف السلوك.
وبالرجوع إلى مصدر الإساءة نجد أن إساءة الأب وكذلك إساءة الأم ارتبطت ارتباطا طرديا بالانحراف السيكوباتي وبكل أشكاله ما عدا بانحراف السلوك، أما إساءة الإخوة فقد ارتبطت طرديا مع الانحراف السيكوباتي بكل أشكاله ما عدا انحراف الانفعال الذي لم ترتبط به.
وبالبحث عن أكثر الإساءات ارتباطا بالانحراف السيكوباتي وفقا لمصدر الإساءة نجد أن نسبة ارتباط إساءات الأب قد بلغت 21.66%، و نسبة ارتباط إساءات الأم قد بلغت 18.33%، نسبة ارتباط إساءات الإخوة قد بلغت 16.66%، مما يدل على أن لإساءات الأب أثرا واضحا في ظهور الانحراف السيكوباتي، فأهم ما في أعراض السيكوباتية تحدي السلطة، والسلطة التي نشأ عليها الحدث هي سلطة الأب المسيء.
ومن ناحية الجنس نلاحظ تفوق الذكور على الإناث في عدد الارتباطات، فقد بلغت نسبة الارتباطات لدى عينة الذكور 60% مقابل 15% لدى الإناث، وبلغت فيها نسبة الارتباطات الخاصة بإساءة الأب 13.33% لدى الذكور مقابل 1.66% لدى الإناث، وإساءة الأم 6.66% لدى الذكورمقابل 3.33% لدى الإناث، وإساءة الإخوة 20% لدى الذكور مقابل 1.66% لدى الإناث. كما نلاحظ ظهور الإخوة كقطب مسيء للذكور، والأب كقطب مسيء للإناث.
وبالبحث عن أشكال الانحراف السيكوباتي التي حصلت على أعلى نسبة من الارتباطات مع أشكال خبرات الإساءة في الطفولة فنجد أن أعلى نسبة كانت لانحراف العلاقات الاجتماعية 23.33% ثم انحراف الادراك 21.66% ثم انحراف الانفعال 10% وأخيرا انحراف السلوك 6.66%، مما يدل على أن أكثر أشكال الانحراف السيكوباتي تأثرا بخبرات الإساءة في الطفولة هي انحراف العلاقات الاجتماعية وانحراف الادراك