تقويم أداء مديري إعداديات الزراعة من وجهة نظر الهيأة التدريسية
ملخص رسالة قدمت إلى
مجلس كلية التربية – ابن رشد/ جامعة بغداد
وهي جزء من متطلبات نيل درجة ماجستير آداب (إدارة تربوية)
من
الباحث حسين رحيم عزيز الهماشي
إشراف
الدكتور
عبد الحسين رزوقي مجيد الجبوري
1429هـ 2008م
إن نجاح الإداري يرتبط بمدى أدائه لمهامه الوظيفية بفاعلية وكفاءة. والعكس صحيح أيضا , إذ تشير نتائج الدراسات الحديثة والمؤتمرات العلمية المتخصصة التي أجريت في مجال التعليم الزراعي,ان هناك حالة تدني وضعف وقصور في مستوى أداء إدارات مدارس اعداديات الزراعة في العراق بالنسبة لإعداد وتأهيل خريجيها, ويمكن عزو ذلك لسياسة وضع الشخص غير المناسب في المنصب الإداري الذي لا يستحقه , وان هناك علاقة ضعيفة بين إدارات هذه المدارس والمجتمع المحيط بها , مما يؤثر سلباً على دورهم في تحقيق المشاركة الفاعلة في التنمية الزراعية إذ ينبغي إن تكون اعداديات الزراعة جزء فاعلا ومهماً في المجتمع , تؤثر فيه , وتتأثر به, وتتناغم مع طموحاته وحاجاته في جميع مجالات التنمية وميادينها,وان تساهم في إعداد الكوادر الوسطى المؤهلة للعمل في القطاع الزراعي,وتوصلت العديد من الدراسات التي أجريت في هذا المجال، إن دور مدراء اعداديات الزراعة في بناء شخصيات طلبة التعليم الزراعي, كان ضعيفاً وغير فاعلاً مما انعكس سلباً على واقع هذه المدارس، إذ ينبغي إن تؤدي دوراً مؤثراً في تشذيب وصقل شخصيات الطلبة من العيوب والسلبيات وتطويرها بما يجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية والعمل بروح الفريق الواحد من اجل الارتقاء بالواقع الزراعي في العراق, وبما يجعل شخصياتهم قوة فاعلة ومنتجة ومؤثرة في التنمية الزراعية لان ذلك لايتحقق إلا إذا امتلكوا مثل هذه الشخصيات , فالنهوض بواقع اعداديات الزراعة في العراق لايتحقق إلا إذا توافر لمدراء هذه المدارس القدرة القيادية على أداء مهامهم الإدارية بشكل سليم وفعال وصحيح, فالقائد الإداري الذي تتوافر في شخصيته استعدادات قيادية وإدارية يزداد تأثيره في سلوك إتباعه, وتزداد قدرته في اتخاذ القرارات الصائبة والمناسبة وتكثر مبادراته في مجال عمله الإداري,لذا فأن الاهتمام بهذه الإدارة سيكون له الأثر الكبير في تحسين ورفع المستوى العلمي لطلبتها.
إن مشكلة البحث الحالي تنطلق من الدور الأساس الذي يقوم به مدراء اعداديات الزراعة بالاهتمام بإدارة تلك المدارس, مما ينعكس إيجاباً على الاهتمام بالعملية التدريسية , وبالتالي على طلبة وخريجي هذه المدارس الذي سيكون لهم اسهاماً فعالاً في استعمال خبراتهم الدراسية , وتوظيفها في تنفيذ خطط التنمية الزراعية بكفاءة وإتقان ومما تقدم يمكن صياغة مشكلة البحث الحالي بالتساؤل الأتي:
هل إن الهيأة التدريسية في اعداديات الزراعة تنظر إلى أداء مدرائها يسير وفق سياقات الإدارة الناجحة أم لا ؟ هذا ما يحاول البحث الحالي الكشف عنه وتتجلى أهمية البحث في النقاط الآتية:
1- أهمية اعداديات الزراعة في رفد المجتمع بطاقات حيوية عاملة متجددة تتطلبها خططه التنموية وحركة تقدمه.
2- اهمية توافر قدرات قيادية – ادارية لدى مدراء اعداديات الزراعة لكونهم الاداة الفاعلة في تحقيق الأهداف المنشودة.
3- إن تقويم أداء مدراء اعداديات الزراعة لمهامهم الإدارية من وجهة نظر الهيأة التدريسية قد يشكل إضافة نوعية متواضعة إلى ما موجود من بحوث ودراسات ضمن مجال التعليم الزراعي.
4- إن نتائج هذه الدراسة وتوصياتها ومقترحاتها قد تفتح مجالاً واسعاَ لإجراء بحوث ودراسات لاحقة أخرى في مجال التعليم الزراعي.
5- تحديد الممارسات الإدارية التي ينبغي إن يمارسها مدراء اعداديات الزراعة في ضوء أداء المهام الادارية المحددة لهم إذ يمكن اعتماد هذه المهام كمؤشرات أو محكات عند وضع البرامج التدريبية لإدارات المدارس الزراعية والكشف عن الواقع الفعلي لأداء مدراء هذه المدارس لمهامهم الإدارية مما يسهم في توافر البيانات والمعلومات اللازمة لإصلاح وتطوير العمل الإداري لمدارس التعليم الزراعي .
ويهدف البحث الحالي إلى الكشف عن :
1. واقع أداء مديري اعداديات الزراعة في ضوء المهمات الإدارية من وجهة نظر الهيأة التدريسية
2. دلالة الفروق الإحصائية في مستوى أداء مديري اعداديات الزراعة في ضوء المهمات الإدارية من وجهة نظر الهيأة التدريسية وفقاً للمتغيرات الآتية :
أ- التخصص ( الشهادة ) ( علمي - إنساني ) .
ب- مدة الخدمة في التدريس ( 5 سنوات فأقل - أكثر من 5 سنوات )
ج- الجنس ( ذكور - إناث ) ولتحقيق الهدف الثاني وضع الباحث الفرضيات الصفرية الآتية :
أ- لا يوجد فرق ذو دلالة احصائية في متوسط درجات أداء مديري
اعداديات الزراعة من وجهة نظر الهيأة التدريسية عند مستوى ( 0.05 )
بين الذين اختصاصهم ( شهادتهم ) ( علمي - أنساني ) .
ب- لا يوجد فرق ذو دلالة احصائية في متوسط درجات اداء مديري اعداديات الزراعة من وجهة نظر الهيأة التدريسية عند مستوى ( 0.05 ) بين الذين خدمتهم بالتدريس ( 5 ) سنوات فأقل وبين الذين خدمتهم بالتدريس
أكثر من ( 5 ) سنوات.
ج- لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية في متوسط درجات أداء مديري اعداديات الزراعة من وجهة نظر الهيأة التدريسية عند مستوى ( 0.05 ) بين المدرسين والمدرسات.
وتحدد البحث الحالي بأعضاء الهيأة التدريسية في اعداديات الزراعة المستمرين بالخدمة الوظيفية للعام الدراسي 2007 م -2008 م في المحافظات الوسطى وهي : بابل والديوانية وكربلاء والنجف وواسط , وتكون مجتمع البحث من ( 360) مدرساً ومدرسة يتوزعون على ( 14) مدرسة إعدادية زراعة في المحافظات الخمسة المذكورة في أعلاه . وأختير ( 288) مدرساً ومدرسة من هذه المدارس بصورة عشوائية بواقع (210)مدرساً و (78) مدرسة وبهذا تشكل نسبة عينة البحث الى مجتمع البحث ( 80 % ) ونظراً لعدم وجود أداة قياس جاهزة ومناسبة لهذا الغرض , قام الباحث بإعداد هذه الأداة التي توافر فيها شروط صدق الأداة إذ عمد إلى التحقق منه بنوعين هما الصدق الظاهري وصدق البناء وثبات الأداة إذ استخرج بطريقتين هما طريقة الاتساق الداخلي ( معادلة الفا كرونباخ ) إذ بلغ معامل الثبات فيها (0,86 ) وطريقة إعادة الاختبار اذ بلغ معامل الارتباط بين درجات التطبيق الأول والتطبيق الثاني ( 0,87) وتكون المقياس بصيغته النهائية من ( 80 ) فقرة ووضع إمام كل فقرة أربعة بدائل للإجابة هي البديل ( دائما ً) اذ أعطي ( 3) درجات والبديل ( أحيانا ) إذ أعطي ( 2 ) درجة , والبديل ( نادراً ) إذ أعطي ( 1 ) درجة والبديل ( أبداً ) إذ أعطي ( صفر ) درجة , وبعد الانتهاء من التطبيق وتصحيح فقرات المقياس قام الباحث بتفريغ البيانات بعد إجراء المعالجة الإحصائية عليها بعدة وسائل منها الوسط المرجح والوزن المئوي وتحليل التباين الثلاثي لمعرفة دلالة الفروق في متغير الجنس والتخصص ومدة الخدمة .
وأظهرت النتائج ان المهمات الادارية البالغة عددها ( 80 ) مهمة ادارية التي توزعت على ( 7) مجالات رئيسة هي: التخطيط , والتنظيم , والتوجيه , والإشراف والمتابعة (الرقابة ) , والاتصال ,واتخاذ القرار , والتقويم . رتبت تنازلياً في (46) رتبة, في حين جاءت الفقرة ( 27) في مجال التوجيه بالمرتبة الأولى إذ حصلت على وسط مرجح مقداره ( 2,88) ووزن مئوي قدره ( 96,00) في حين جاءت الفقرة ( 73) بالمرتبة الأخيرة ( المرتبة 46) إذ حصلت على وسط مرجح مقداره (2,15) ووزن مئوي قدره ( 71,66) وجاء مجال التخطيط في المرتبة الأولى بوسط مرجح مقداره ( 2,78) ويليه على التوالي مجالات التوجيه ثم التنظيم والإشراف والمتابعة ( الرقابة ) والاتصال والتقويم في حين جاء مجال اتخاذ القرار بالمرتبة الأخيرة ( السابعة ) اذ حصل على وسط مرجح مقداره ( 2,45) ووزن مئوي قدره (81,66) واعتمد الباحث على وسط فرضي مقداره ( 1,5) كعتبة قطع ليتم تقويم أداء مديري اعداديات الزراعة للمهام الموكلة إليهم , وبيان مستوى أدائهم لها . ومن خلال مقارنة درجة الوسط الفرضي المستخرج ( 1,5) بقيم الوسط المرجح لجميع فقرات المقياس اتضح ان جميع قيم هذه الفقرات هي أعلى من درجة عتبة القطع , وهذا يدل على ان أداء مدراء اعداديات الزراعية لمهامهم الإدارية كان جيداً في جميع المجالات السبعة التي تناولها البحث الحالي , وبذلك تحقق الهدف الأول , أما بخصوص الهدف الثاني , فلم تظهر نتائج تحليل التباين الثلاثي أية فروق ذات دلالة إحصائية في متغير التخصص ( علمي - إنساني ) ومدة الخدمة أقل من (5) سنوات وأكثر من ( 5) سنوات ومتغير الجنس ( ذكور إناث) في مجالات المهمات الإدارية السبعة باستثناء مجال التنظيم في متغير التخصص إذ كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية لمتغير التخصص (الإنساني ) في حين أظهرت النتائج إن جميع التفاعلات بين المتغيرات الثلاثة ( الجنس , التخصص , الخدمة) في المجالات السبعة المذكورة في أعلاه لم تكن دالة إحصائيا وهذا قد يعود لطبيعة عينة البحث الحالي الذين معظمهم من خريجي كليات التربية بفرعيها العلمي والإنساني .
وتوصل الباحث إلى بعض الاستنتاجات من أبرزها إن مستوى أداء مدراء اعداديات الزراعة لمهامهم الإدارية في المجالات السبعة التي تناولها البحث الحالي كان جيداًَ وان جميع هذه المهام التي قام بها هؤلاء المدراء كانت مسجلة ومتواجدة في الأنظمة والتعليمات والتوجيهات المركزية , وإنهم لم يأتوا بأي شيء جديد ومبتكر مما يدل على شيوع الروتين الاداري في عملهم الوظيفي وفي ضوء ما توصل اليه البحث الحالي من نتائج فأن الباحث تقدم بعدد من التوصيات من أهمها ضرورة قيام وزارة التربية - مديرية التعليم المهني , بأعداد قائمة أو دليل يحتوي على المهام الادارية والفنية والإرشادية لمدراء اعداديات الزراعة ليكون دليل عمل لهم بدلاً من الاعتماد على نظام المدارس الثانوية رقم ( 2) لسنة 1977 والتعديلات الملحقة به لمراعاة خصوصية العمل في اعداديات الزراعة وضرورة إيجاد شروط موضوعية دقيقة وجديدة لانتقاء مدراء اعداديات الزراعة، ولإدخالهم في الدورات التدريبية والتطويرية في مجالات فنون الإدارة المدرسية والقياس والتقويم , والانفتاح على المجتمع المحيط بالمدرسة , والتفاعل معه والتأثير فيه خدمة للمصلحة العامة.
واستكمالا لنتائج البحث وتطويراً له , اقترح إجراء عدة دراسات لاحقة من أبرزها إجراء دراسة لتقويم أداء مدراء اعداديات الزراعة من وجهة نظر الإشراف الاختصاصي والإداري في ضوء متغيرات الخدمة والتخصص والجنس ومتغيرات اجتماعية ونفسية أخرى, وأجراء دراسة عن المناخ التنظيمي لاعداديات الزراعة في العراق.
ملخص رسالة قدمت إلى
مجلس كلية التربية – ابن رشد/ جامعة بغداد
وهي جزء من متطلبات نيل درجة ماجستير آداب (إدارة تربوية)
من
الباحث حسين رحيم عزيز الهماشي
إشراف
الدكتور
عبد الحسين رزوقي مجيد الجبوري
1429هـ 2008م
إن نجاح الإداري يرتبط بمدى أدائه لمهامه الوظيفية بفاعلية وكفاءة. والعكس صحيح أيضا , إذ تشير نتائج الدراسات الحديثة والمؤتمرات العلمية المتخصصة التي أجريت في مجال التعليم الزراعي,ان هناك حالة تدني وضعف وقصور في مستوى أداء إدارات مدارس اعداديات الزراعة في العراق بالنسبة لإعداد وتأهيل خريجيها, ويمكن عزو ذلك لسياسة وضع الشخص غير المناسب في المنصب الإداري الذي لا يستحقه , وان هناك علاقة ضعيفة بين إدارات هذه المدارس والمجتمع المحيط بها , مما يؤثر سلباً على دورهم في تحقيق المشاركة الفاعلة في التنمية الزراعية إذ ينبغي إن تكون اعداديات الزراعة جزء فاعلا ومهماً في المجتمع , تؤثر فيه , وتتأثر به, وتتناغم مع طموحاته وحاجاته في جميع مجالات التنمية وميادينها,وان تساهم في إعداد الكوادر الوسطى المؤهلة للعمل في القطاع الزراعي,وتوصلت العديد من الدراسات التي أجريت في هذا المجال، إن دور مدراء اعداديات الزراعة في بناء شخصيات طلبة التعليم الزراعي, كان ضعيفاً وغير فاعلاً مما انعكس سلباً على واقع هذه المدارس، إذ ينبغي إن تؤدي دوراً مؤثراً في تشذيب وصقل شخصيات الطلبة من العيوب والسلبيات وتطويرها بما يجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية والعمل بروح الفريق الواحد من اجل الارتقاء بالواقع الزراعي في العراق, وبما يجعل شخصياتهم قوة فاعلة ومنتجة ومؤثرة في التنمية الزراعية لان ذلك لايتحقق إلا إذا امتلكوا مثل هذه الشخصيات , فالنهوض بواقع اعداديات الزراعة في العراق لايتحقق إلا إذا توافر لمدراء هذه المدارس القدرة القيادية على أداء مهامهم الإدارية بشكل سليم وفعال وصحيح, فالقائد الإداري الذي تتوافر في شخصيته استعدادات قيادية وإدارية يزداد تأثيره في سلوك إتباعه, وتزداد قدرته في اتخاذ القرارات الصائبة والمناسبة وتكثر مبادراته في مجال عمله الإداري,لذا فأن الاهتمام بهذه الإدارة سيكون له الأثر الكبير في تحسين ورفع المستوى العلمي لطلبتها.
إن مشكلة البحث الحالي تنطلق من الدور الأساس الذي يقوم به مدراء اعداديات الزراعة بالاهتمام بإدارة تلك المدارس, مما ينعكس إيجاباً على الاهتمام بالعملية التدريسية , وبالتالي على طلبة وخريجي هذه المدارس الذي سيكون لهم اسهاماً فعالاً في استعمال خبراتهم الدراسية , وتوظيفها في تنفيذ خطط التنمية الزراعية بكفاءة وإتقان ومما تقدم يمكن صياغة مشكلة البحث الحالي بالتساؤل الأتي:
هل إن الهيأة التدريسية في اعداديات الزراعة تنظر إلى أداء مدرائها يسير وفق سياقات الإدارة الناجحة أم لا ؟ هذا ما يحاول البحث الحالي الكشف عنه وتتجلى أهمية البحث في النقاط الآتية:
1- أهمية اعداديات الزراعة في رفد المجتمع بطاقات حيوية عاملة متجددة تتطلبها خططه التنموية وحركة تقدمه.
2- اهمية توافر قدرات قيادية – ادارية لدى مدراء اعداديات الزراعة لكونهم الاداة الفاعلة في تحقيق الأهداف المنشودة.
3- إن تقويم أداء مدراء اعداديات الزراعة لمهامهم الإدارية من وجهة نظر الهيأة التدريسية قد يشكل إضافة نوعية متواضعة إلى ما موجود من بحوث ودراسات ضمن مجال التعليم الزراعي.
4- إن نتائج هذه الدراسة وتوصياتها ومقترحاتها قد تفتح مجالاً واسعاَ لإجراء بحوث ودراسات لاحقة أخرى في مجال التعليم الزراعي.
5- تحديد الممارسات الإدارية التي ينبغي إن يمارسها مدراء اعداديات الزراعة في ضوء أداء المهام الادارية المحددة لهم إذ يمكن اعتماد هذه المهام كمؤشرات أو محكات عند وضع البرامج التدريبية لإدارات المدارس الزراعية والكشف عن الواقع الفعلي لأداء مدراء هذه المدارس لمهامهم الإدارية مما يسهم في توافر البيانات والمعلومات اللازمة لإصلاح وتطوير العمل الإداري لمدارس التعليم الزراعي .
ويهدف البحث الحالي إلى الكشف عن :
1. واقع أداء مديري اعداديات الزراعة في ضوء المهمات الإدارية من وجهة نظر الهيأة التدريسية
2. دلالة الفروق الإحصائية في مستوى أداء مديري اعداديات الزراعة في ضوء المهمات الإدارية من وجهة نظر الهيأة التدريسية وفقاً للمتغيرات الآتية :
أ- التخصص ( الشهادة ) ( علمي - إنساني ) .
ب- مدة الخدمة في التدريس ( 5 سنوات فأقل - أكثر من 5 سنوات )
ج- الجنس ( ذكور - إناث ) ولتحقيق الهدف الثاني وضع الباحث الفرضيات الصفرية الآتية :
أ- لا يوجد فرق ذو دلالة احصائية في متوسط درجات أداء مديري
اعداديات الزراعة من وجهة نظر الهيأة التدريسية عند مستوى ( 0.05 )
بين الذين اختصاصهم ( شهادتهم ) ( علمي - أنساني ) .
ب- لا يوجد فرق ذو دلالة احصائية في متوسط درجات اداء مديري اعداديات الزراعة من وجهة نظر الهيأة التدريسية عند مستوى ( 0.05 ) بين الذين خدمتهم بالتدريس ( 5 ) سنوات فأقل وبين الذين خدمتهم بالتدريس
أكثر من ( 5 ) سنوات.
ج- لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية في متوسط درجات أداء مديري اعداديات الزراعة من وجهة نظر الهيأة التدريسية عند مستوى ( 0.05 ) بين المدرسين والمدرسات.
وتحدد البحث الحالي بأعضاء الهيأة التدريسية في اعداديات الزراعة المستمرين بالخدمة الوظيفية للعام الدراسي 2007 م -2008 م في المحافظات الوسطى وهي : بابل والديوانية وكربلاء والنجف وواسط , وتكون مجتمع البحث من ( 360) مدرساً ومدرسة يتوزعون على ( 14) مدرسة إعدادية زراعة في المحافظات الخمسة المذكورة في أعلاه . وأختير ( 288) مدرساً ومدرسة من هذه المدارس بصورة عشوائية بواقع (210)مدرساً و (78) مدرسة وبهذا تشكل نسبة عينة البحث الى مجتمع البحث ( 80 % ) ونظراً لعدم وجود أداة قياس جاهزة ومناسبة لهذا الغرض , قام الباحث بإعداد هذه الأداة التي توافر فيها شروط صدق الأداة إذ عمد إلى التحقق منه بنوعين هما الصدق الظاهري وصدق البناء وثبات الأداة إذ استخرج بطريقتين هما طريقة الاتساق الداخلي ( معادلة الفا كرونباخ ) إذ بلغ معامل الثبات فيها (0,86 ) وطريقة إعادة الاختبار اذ بلغ معامل الارتباط بين درجات التطبيق الأول والتطبيق الثاني ( 0,87) وتكون المقياس بصيغته النهائية من ( 80 ) فقرة ووضع إمام كل فقرة أربعة بدائل للإجابة هي البديل ( دائما ً) اذ أعطي ( 3) درجات والبديل ( أحيانا ) إذ أعطي ( 2 ) درجة , والبديل ( نادراً ) إذ أعطي ( 1 ) درجة والبديل ( أبداً ) إذ أعطي ( صفر ) درجة , وبعد الانتهاء من التطبيق وتصحيح فقرات المقياس قام الباحث بتفريغ البيانات بعد إجراء المعالجة الإحصائية عليها بعدة وسائل منها الوسط المرجح والوزن المئوي وتحليل التباين الثلاثي لمعرفة دلالة الفروق في متغير الجنس والتخصص ومدة الخدمة .
وأظهرت النتائج ان المهمات الادارية البالغة عددها ( 80 ) مهمة ادارية التي توزعت على ( 7) مجالات رئيسة هي: التخطيط , والتنظيم , والتوجيه , والإشراف والمتابعة (الرقابة ) , والاتصال ,واتخاذ القرار , والتقويم . رتبت تنازلياً في (46) رتبة, في حين جاءت الفقرة ( 27) في مجال التوجيه بالمرتبة الأولى إذ حصلت على وسط مرجح مقداره ( 2,88) ووزن مئوي قدره ( 96,00) في حين جاءت الفقرة ( 73) بالمرتبة الأخيرة ( المرتبة 46) إذ حصلت على وسط مرجح مقداره (2,15) ووزن مئوي قدره ( 71,66) وجاء مجال التخطيط في المرتبة الأولى بوسط مرجح مقداره ( 2,78) ويليه على التوالي مجالات التوجيه ثم التنظيم والإشراف والمتابعة ( الرقابة ) والاتصال والتقويم في حين جاء مجال اتخاذ القرار بالمرتبة الأخيرة ( السابعة ) اذ حصل على وسط مرجح مقداره ( 2,45) ووزن مئوي قدره (81,66) واعتمد الباحث على وسط فرضي مقداره ( 1,5) كعتبة قطع ليتم تقويم أداء مديري اعداديات الزراعة للمهام الموكلة إليهم , وبيان مستوى أدائهم لها . ومن خلال مقارنة درجة الوسط الفرضي المستخرج ( 1,5) بقيم الوسط المرجح لجميع فقرات المقياس اتضح ان جميع قيم هذه الفقرات هي أعلى من درجة عتبة القطع , وهذا يدل على ان أداء مدراء اعداديات الزراعية لمهامهم الإدارية كان جيداً في جميع المجالات السبعة التي تناولها البحث الحالي , وبذلك تحقق الهدف الأول , أما بخصوص الهدف الثاني , فلم تظهر نتائج تحليل التباين الثلاثي أية فروق ذات دلالة إحصائية في متغير التخصص ( علمي - إنساني ) ومدة الخدمة أقل من (5) سنوات وأكثر من ( 5) سنوات ومتغير الجنس ( ذكور إناث) في مجالات المهمات الإدارية السبعة باستثناء مجال التنظيم في متغير التخصص إذ كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية لمتغير التخصص (الإنساني ) في حين أظهرت النتائج إن جميع التفاعلات بين المتغيرات الثلاثة ( الجنس , التخصص , الخدمة) في المجالات السبعة المذكورة في أعلاه لم تكن دالة إحصائيا وهذا قد يعود لطبيعة عينة البحث الحالي الذين معظمهم من خريجي كليات التربية بفرعيها العلمي والإنساني .
وتوصل الباحث إلى بعض الاستنتاجات من أبرزها إن مستوى أداء مدراء اعداديات الزراعة لمهامهم الإدارية في المجالات السبعة التي تناولها البحث الحالي كان جيداًَ وان جميع هذه المهام التي قام بها هؤلاء المدراء كانت مسجلة ومتواجدة في الأنظمة والتعليمات والتوجيهات المركزية , وإنهم لم يأتوا بأي شيء جديد ومبتكر مما يدل على شيوع الروتين الاداري في عملهم الوظيفي وفي ضوء ما توصل اليه البحث الحالي من نتائج فأن الباحث تقدم بعدد من التوصيات من أهمها ضرورة قيام وزارة التربية - مديرية التعليم المهني , بأعداد قائمة أو دليل يحتوي على المهام الادارية والفنية والإرشادية لمدراء اعداديات الزراعة ليكون دليل عمل لهم بدلاً من الاعتماد على نظام المدارس الثانوية رقم ( 2) لسنة 1977 والتعديلات الملحقة به لمراعاة خصوصية العمل في اعداديات الزراعة وضرورة إيجاد شروط موضوعية دقيقة وجديدة لانتقاء مدراء اعداديات الزراعة، ولإدخالهم في الدورات التدريبية والتطويرية في مجالات فنون الإدارة المدرسية والقياس والتقويم , والانفتاح على المجتمع المحيط بالمدرسة , والتفاعل معه والتأثير فيه خدمة للمصلحة العامة.
واستكمالا لنتائج البحث وتطويراً له , اقترح إجراء عدة دراسات لاحقة من أبرزها إجراء دراسة لتقويم أداء مدراء اعداديات الزراعة من وجهة نظر الإشراف الاختصاصي والإداري في ضوء متغيرات الخدمة والتخصص والجنس ومتغيرات اجتماعية ونفسية أخرى, وأجراء دراسة عن المناخ التنظيمي لاعداديات الزراعة في العراق.