اضطرا بات وعيوب النطق ...مفاهيم وعلاج
مقدمة ومفاهيم الاستاذ المساعد الدكتور عبد الحسين رزوقي الجبوري/ جامعة بغداد
يعد موضوع اللغة والنطق والكلام من المواضيع التي شغلت علماء اللغة والطب وعلم النفس وعلم الاجتماع لما لهذه المواضيع من أهمية في التواصل مع الآخرين، وأحداث التوافق الشخصي والاجتماعي وتحقيق النمو المعرفي والاجتماعي والنفسي والانفعالي للفرد .
لقد أشارت الدراسات بمختلف توجهاتها إلى أن أسباب الاضطراب في الكلام يختلف نوعه وشدته حسب الحالات والأعمار والبيئات ، ومعظم هذه الأسباب ترجع بشكل عام إما إلى أسباب عضوية تخص أعضاء النطق والكلام وهذه بدورها قد ترجع إلى عوامل في إثناء فترة الحمل أو بعد الولادة ،وقد يرجع الاضطراب إلى سبب أو أكثر من عامل أو إلى عوامل متداخلة.
أن هذه المشكلة تبدو أكثر إحراجاً حين يلتحق الطفل بالمدرسة الابتدائية فان أي خلل في جهاز النطق لديه ستنعكس أثاره على قدرته في أداء الامتحانات الشفوية لما تتطلبه من استخدام النطق في المشاركة في الكلام امام زملائه علاوة على ذلك فان هذا الخلل يمكن إن يسبب حالة من الإحراج أو الانزعاج والقلق لديه و تكون ثقته بالنفس منخفضة .
إن اضطرا بات النطق وعيوبه تشمل على حذف ( Omission) صوت حرف أو كثر ونطق الكلمة بدون الصوت المحذوف وتظهر في الحروف الساكنة نهاية الكلمة أكثر من الحروف الساكنة في بدايتها وهناك من يقوم بالإبدال مثل حرف (س) يبدله بحرف (ش )أو حرف ( ر) يبدله بحرف ( و ) أو بحرف ( ل ) وهناك نوع أخر من العيوب هو التحريف ( Substation ) حينما يصدر الطفل الصوت بطريقة غير صحيحة إلا إن الصوت المحرف يكون قريب للفظ الصوت الذي ينطقه الاعتياديين من الأطفال وقد يصدر الصوت بشكل خافت نظرا لان الهواء يأتي من مكان غير صحيح أو اللسان لا يكون في الوضع الصحيح إثناء النطق ويمكن أن تبدو تلك العيوب على شكل إضافة (Addition) حينما ينطق الطفل الكلمة نطقا ًصحيحا ويضيف إليها مقطع معين أو صوت لا علاقة له بتلك الكلمة الصحيحة كما يظهر اضطراب النطق بشكل تأتأة أما يكون حرفا أو مقطعا أو كلمة ويتم بمد الحرف مداً طويلا بشكل لاإرادي مما يسبب لمن يعاني من هذا الاضطراب نوعا من الحرج أو الخجل أو الارتباك وحركات غريبة في اللسان والفك وقد يصاحب التأتأة حركة في الجذع والإطراف وتعبيرات غير عادية في الوجه ولا تقتصر العيوب الخاصة بالنطق على أنواع محددة بل هناك أنواع أخرى هي اللجلجة والمتمثلة في احتباس الكلمات وتظهر بعد معاناة شديدة تطلب حركة بعض أجزاء الجسم كاليد و الكتف أو القدم أو ارتعاش رموش العينين والجفون أو إخراج اللسان من الفم أو الميل بالرأس إلى الإمام.
ويمكن إيجاز المظاهر الأخرى من عيوب النطق في اللثغة في الكلام وهي استبدال حرف بحرف مشابه له مثل حرف السين بحرف الثاء والراء باللام والقاف بالكاف وهناك عيب أخر في الكلام يتمثل في الخمخمة وهي خروج الكلام من الأنف والطمطمة وهي إبدال الطاء بحرف التاء والتمتمة التردد في نطق حرفي التاء والميم واللعثمة التردد قي نطق الحروف أو تكرار مقاطعها والعيب الأخر هوا لترخيم ويتضح في حذف بعض الكلمات لتعذر نطقها وهناك عيوب في النطق تظهر على شكل نمنمة أي عدم تباين مقاطع الحروف ونوع اخرمن عيوب النطق يكون الكلام في أقصى الحلق ويسمى المقمقة
إن الهدف من العلاج هو التوصل إلى النطق الصحيح وليست هناك طريقة واحدة لتحقيق هذا الهدف وهذا يعود إلى طبيعة الحالة التي يراد معالجتها وقد تكون طريقة العلاج بسيطة حينما تركز على التدريب في جلسات علاجية وقد تكون الحالة معقدة حينما تتطلب تداخل جراحي أو علاج نفسي لتحسين مفهوم ألذات أو التغلب على بعض الأضطرابات الانفعالية لمن يعاني من تلك الاضطربات ويمكن إيجاز أنواع العلاج
التي تستخدم مع حالات عيوب النطق بالأنواع آلاتية:
1 ــ العلاج النفسي :
أحيانا يستخدم التحليل النفسي للكشف عن الصراعات الانفعالية في مرحلة الطفولة وإحساس الطفل بعدم الأمن بهدف إعادة اتزانه الانفعالي وإعطائه الثقة بالنفس وتجاوز عيوب النطق إذا كانت أسبابها نفسية وعلاج مثل هذه الحالات تتطلب مراكز متخصصة في التحليل النفسي مع مراعاة تحسين الطفل صحيا ونفسيا واجتماعيا وإزالة مصادر التوتر لديه وحل مشكلاته الانفعالية بهدف تحقيق الاتزان الانفعالي له وأحيانا يستخدم التنويم المغناطيسي في العلاج لمثل هذه الحالات .
2 - العلاج التربوي :
وهي استخدام التمرينات من قبل أخصائي في التخاطب وربما يفيد هذا العلاج عند الأطفال الذين لديهم عيوب تتعلق باللجلجة وخاصة عند الطفل الأعسر الذي يجبر على الكتابة باليد اليمنى نتيجة لجهل الأهل وبعض المعلمين والطلب من الطفل الأعسر أن يكتب باليد اليمنى ويعتبر انه حقق عملا ممتازا حين يستجيب الطفل لهذه الرغبة ولكن أن النتائج السلبية على هذا الإجبار تتضح في عيوب في النطق وإذا لم يحصل ذلك فمن المحتمل أن يقوم الطفل بإسقاط حروف عند الكتابة وتبقى هذه المشكلة أحيانا مدى الحياة فمثلا حين يكتب كلمة( التراث) فانه يكتفي بكتابة (ألترا) دون أن يكتب حرف الثاء في نهاية الكلمة وهو يتوقع انه كتب الكلمة كاملة ويكتشف ذلك عند إعادة قراءة ما كتب و هذه المشكلة تتعلق بالسيادة النصفية للدماغ فمن يكتب باليد اليسرى يعود لسيطرة النصف الأيمن من الدماغ على النصف الأيسر من الجسم ومن يكتب في اليد اليمنى يعود إلى سيطرة النصف الأيسر من الدماغ على النصف الأيمن من الجسم إما إذا استخدم كلتا اليدين في الكتابة فان السيادة مشتركة( أي أن نصفي الدماغ يشتركان في السيادة ) ويسمى بالسيادة المختلطة
3 ــ العلاج الدوائي :
وهناك مجموعة من العقاقير الطبية لم اذكرها خشية من القارىء استخدامها بدون الرجوع للطبيب وهذه العقاقير عبارة عن مهدئات منها بسيطة والقسم الأخر مهدئات عضلية وتختلف الجرعة حسب العمر والحالة وتستخدم من قبل الطبيب النفسي
4 ــ العلاج الطبي والجراحي
في بعض الحالات من عيوب النطق يتطلب تقويم الأسنان لان العيوب تتعلق بوضع الأسنان حيث تكون الأسنان أحيانا عائقا إمام النطق الصحيح لبعض الحروف وهنا لابد من إشراك طبيب أسنان في العلاج وفي حالات أخرى يحتاج من يعاني من عيوب النطق إلى تداخل جراحي وخاصة إذا كانت هناك فتحة ولادية في الشفة العليا
وغالبا ما يكون أجراء جراحي بسيط ولا يشكل أي خطورة .
وحينما تكون فتحة في سقف الحلق وفي هذه الحالة لابد من طبيب جراح تجميلي يقوم بأجراء عملية وهي ليست بالعملية السهلة ولا تخلو من مضاعفات
وأخيرا يبقى الشيء المهم في العلاج هو تعاون الأسرة والمدرسة والاهتمام بالنطق وليس التشجيع على النطق الغير صحيح واعتباره شيء مسلي بل لابد أن تهتم الأسرة بالموضوع لان الطفل في مرحلة الطفولة يكون اعتماده في تجاوز هذه العيوب على الأسرة بالدرجة الأولى من خلال مراجعته وعرضه على المختصين .
مقدمة ومفاهيم الاستاذ المساعد الدكتور عبد الحسين رزوقي الجبوري/ جامعة بغداد
يعد موضوع اللغة والنطق والكلام من المواضيع التي شغلت علماء اللغة والطب وعلم النفس وعلم الاجتماع لما لهذه المواضيع من أهمية في التواصل مع الآخرين، وأحداث التوافق الشخصي والاجتماعي وتحقيق النمو المعرفي والاجتماعي والنفسي والانفعالي للفرد .
لقد أشارت الدراسات بمختلف توجهاتها إلى أن أسباب الاضطراب في الكلام يختلف نوعه وشدته حسب الحالات والأعمار والبيئات ، ومعظم هذه الأسباب ترجع بشكل عام إما إلى أسباب عضوية تخص أعضاء النطق والكلام وهذه بدورها قد ترجع إلى عوامل في إثناء فترة الحمل أو بعد الولادة ،وقد يرجع الاضطراب إلى سبب أو أكثر من عامل أو إلى عوامل متداخلة.
أن هذه المشكلة تبدو أكثر إحراجاً حين يلتحق الطفل بالمدرسة الابتدائية فان أي خلل في جهاز النطق لديه ستنعكس أثاره على قدرته في أداء الامتحانات الشفوية لما تتطلبه من استخدام النطق في المشاركة في الكلام امام زملائه علاوة على ذلك فان هذا الخلل يمكن إن يسبب حالة من الإحراج أو الانزعاج والقلق لديه و تكون ثقته بالنفس منخفضة .
إن اضطرا بات النطق وعيوبه تشمل على حذف ( Omission) صوت حرف أو كثر ونطق الكلمة بدون الصوت المحذوف وتظهر في الحروف الساكنة نهاية الكلمة أكثر من الحروف الساكنة في بدايتها وهناك من يقوم بالإبدال مثل حرف (س) يبدله بحرف (ش )أو حرف ( ر) يبدله بحرف ( و ) أو بحرف ( ل ) وهناك نوع أخر من العيوب هو التحريف ( Substation ) حينما يصدر الطفل الصوت بطريقة غير صحيحة إلا إن الصوت المحرف يكون قريب للفظ الصوت الذي ينطقه الاعتياديين من الأطفال وقد يصدر الصوت بشكل خافت نظرا لان الهواء يأتي من مكان غير صحيح أو اللسان لا يكون في الوضع الصحيح إثناء النطق ويمكن أن تبدو تلك العيوب على شكل إضافة (Addition) حينما ينطق الطفل الكلمة نطقا ًصحيحا ويضيف إليها مقطع معين أو صوت لا علاقة له بتلك الكلمة الصحيحة كما يظهر اضطراب النطق بشكل تأتأة أما يكون حرفا أو مقطعا أو كلمة ويتم بمد الحرف مداً طويلا بشكل لاإرادي مما يسبب لمن يعاني من هذا الاضطراب نوعا من الحرج أو الخجل أو الارتباك وحركات غريبة في اللسان والفك وقد يصاحب التأتأة حركة في الجذع والإطراف وتعبيرات غير عادية في الوجه ولا تقتصر العيوب الخاصة بالنطق على أنواع محددة بل هناك أنواع أخرى هي اللجلجة والمتمثلة في احتباس الكلمات وتظهر بعد معاناة شديدة تطلب حركة بعض أجزاء الجسم كاليد و الكتف أو القدم أو ارتعاش رموش العينين والجفون أو إخراج اللسان من الفم أو الميل بالرأس إلى الإمام.
ويمكن إيجاز المظاهر الأخرى من عيوب النطق في اللثغة في الكلام وهي استبدال حرف بحرف مشابه له مثل حرف السين بحرف الثاء والراء باللام والقاف بالكاف وهناك عيب أخر في الكلام يتمثل في الخمخمة وهي خروج الكلام من الأنف والطمطمة وهي إبدال الطاء بحرف التاء والتمتمة التردد في نطق حرفي التاء والميم واللعثمة التردد قي نطق الحروف أو تكرار مقاطعها والعيب الأخر هوا لترخيم ويتضح في حذف بعض الكلمات لتعذر نطقها وهناك عيوب في النطق تظهر على شكل نمنمة أي عدم تباين مقاطع الحروف ونوع اخرمن عيوب النطق يكون الكلام في أقصى الحلق ويسمى المقمقة
إن الهدف من العلاج هو التوصل إلى النطق الصحيح وليست هناك طريقة واحدة لتحقيق هذا الهدف وهذا يعود إلى طبيعة الحالة التي يراد معالجتها وقد تكون طريقة العلاج بسيطة حينما تركز على التدريب في جلسات علاجية وقد تكون الحالة معقدة حينما تتطلب تداخل جراحي أو علاج نفسي لتحسين مفهوم ألذات أو التغلب على بعض الأضطرابات الانفعالية لمن يعاني من تلك الاضطربات ويمكن إيجاز أنواع العلاج
التي تستخدم مع حالات عيوب النطق بالأنواع آلاتية:
1 ــ العلاج النفسي :
أحيانا يستخدم التحليل النفسي للكشف عن الصراعات الانفعالية في مرحلة الطفولة وإحساس الطفل بعدم الأمن بهدف إعادة اتزانه الانفعالي وإعطائه الثقة بالنفس وتجاوز عيوب النطق إذا كانت أسبابها نفسية وعلاج مثل هذه الحالات تتطلب مراكز متخصصة في التحليل النفسي مع مراعاة تحسين الطفل صحيا ونفسيا واجتماعيا وإزالة مصادر التوتر لديه وحل مشكلاته الانفعالية بهدف تحقيق الاتزان الانفعالي له وأحيانا يستخدم التنويم المغناطيسي في العلاج لمثل هذه الحالات .
2 - العلاج التربوي :
وهي استخدام التمرينات من قبل أخصائي في التخاطب وربما يفيد هذا العلاج عند الأطفال الذين لديهم عيوب تتعلق باللجلجة وخاصة عند الطفل الأعسر الذي يجبر على الكتابة باليد اليمنى نتيجة لجهل الأهل وبعض المعلمين والطلب من الطفل الأعسر أن يكتب باليد اليمنى ويعتبر انه حقق عملا ممتازا حين يستجيب الطفل لهذه الرغبة ولكن أن النتائج السلبية على هذا الإجبار تتضح في عيوب في النطق وإذا لم يحصل ذلك فمن المحتمل أن يقوم الطفل بإسقاط حروف عند الكتابة وتبقى هذه المشكلة أحيانا مدى الحياة فمثلا حين يكتب كلمة( التراث) فانه يكتفي بكتابة (ألترا) دون أن يكتب حرف الثاء في نهاية الكلمة وهو يتوقع انه كتب الكلمة كاملة ويكتشف ذلك عند إعادة قراءة ما كتب و هذه المشكلة تتعلق بالسيادة النصفية للدماغ فمن يكتب باليد اليسرى يعود لسيطرة النصف الأيمن من الدماغ على النصف الأيسر من الجسم ومن يكتب في اليد اليمنى يعود إلى سيطرة النصف الأيسر من الدماغ على النصف الأيمن من الجسم إما إذا استخدم كلتا اليدين في الكتابة فان السيادة مشتركة( أي أن نصفي الدماغ يشتركان في السيادة ) ويسمى بالسيادة المختلطة
3 ــ العلاج الدوائي :
وهناك مجموعة من العقاقير الطبية لم اذكرها خشية من القارىء استخدامها بدون الرجوع للطبيب وهذه العقاقير عبارة عن مهدئات منها بسيطة والقسم الأخر مهدئات عضلية وتختلف الجرعة حسب العمر والحالة وتستخدم من قبل الطبيب النفسي
4 ــ العلاج الطبي والجراحي
في بعض الحالات من عيوب النطق يتطلب تقويم الأسنان لان العيوب تتعلق بوضع الأسنان حيث تكون الأسنان أحيانا عائقا إمام النطق الصحيح لبعض الحروف وهنا لابد من إشراك طبيب أسنان في العلاج وفي حالات أخرى يحتاج من يعاني من عيوب النطق إلى تداخل جراحي وخاصة إذا كانت هناك فتحة ولادية في الشفة العليا
وغالبا ما يكون أجراء جراحي بسيط ولا يشكل أي خطورة .
وحينما تكون فتحة في سقف الحلق وفي هذه الحالة لابد من طبيب جراح تجميلي يقوم بأجراء عملية وهي ليست بالعملية السهلة ولا تخلو من مضاعفات
وأخيرا يبقى الشيء المهم في العلاج هو تعاون الأسرة والمدرسة والاهتمام بالنطق وليس التشجيع على النطق الغير صحيح واعتباره شيء مسلي بل لابد أن تهتم الأسرة بالموضوع لان الطفل في مرحلة الطفولة يكون اعتماده في تجاوز هذه العيوب على الأسرة بالدرجة الأولى من خلال مراجعته وعرضه على المختصين .