الأساليب الوقائية للحد من مشكلات الشباب الاجتماعية كما يراها المدرسون والمدرسات
في المرحلة الثانوية الأستاذ المساعد الدكتور عبد الحسين الجبوري
قدم الى المؤتمر الثاني كلية التربية واسط جامعة واسط العراق من 15 - 16 أبريل 2007 في
الصغحات 579-594 في مجلد بحوث امؤتمر
ملخص الدراسة
الشباب كما يقال نصف الحاضر وكل المستقبل ، أنهم قطاع هام جدًا من المجتمع ويمر بمرحلة نمو وأكثر عرضة للمخاطر، فلابد من معرفة الإطار المرجعي لشباب اليوم وعلاقتهم بالأسرة والمجتمع وكيف نتعامل مع المتغيرات الموجودة .
إن اغلب الأسر تتعامل مع أبنائها، وهذا التعامل يختلف باختلاف البيئة الأســــرية، ونمط المعاملة الو الدية ،أضافه إلى ذلك، فان المدرسة و الجامعة حين تتعامل مع الشباب في مجال المشكلات الاجتماعية نجد هناك فروق في نوع التعامل وكمه .
كما أن تعامل المجتمعات مع قضايا الشباب تتباين في مجال رعاية الشباب بين مجتمع آخر.
لقد هدفت الدراسة الحالية إلى تحديد الأساليب الوقائية للحد من المشكلات الاجتماعية للشباب كما يراها المدرسون والمدرسات وترتيبها تنازليا، ومن ثم معرفة دلالة الفروق إحصائياً بين المدرسين والمدرسات في الأساليب الوقائية، وتطلب تحقيق أهداف البحث ألي أعداد مجموعة من الأساليب الوقائية تم صياغتها باستبيان و استخراج الباحث صدق الاستبيان وثباته وبلغ الثبات 0.84 أما عدد الأساليب الوقائية التي توضلت اليها الدراسة بلغ 44 أسلوباً تراوح الوزن المئوي لها من (69.3 ــــ 100) حيث أظهرت النتائج ابرز الأساليب الوقائية هي:
1. ممارسة الأبوين الصدق قولا وفعلا أمام أبنائهم
2. مم اعتماد العدالة من قبل المدرسين مع طلابهم
3. توجيه الآباء لأبنائهم بالتمسك بالأخلاق والقيم الفاضلة
4. تخصيص وقت من قبل أولياء الأمور للتعرف على مشكلات أسرهم والمساهمة في حلها
5. تشجيع المدرسين على رفع المستوى العلمي للطلبة ذوي التحصيل المنخفض .
ولم تجد الدراسة فروقاً بين المدرسين والمدرسات في الأساليب الوقائية وفي نهاية الدراسة وضعت مجموعة من التوصيات منها:
أ. أن يسهم الإعلام المحلي بدور كبير وأساسي في عملية التوعية وتقديم النماذج الجيدة والأساليب الصحيحة في التنشئة الأسرية
ب. ممارسة الفعاليات الجماهيرية دوراً رياديا لنشر الوعي الأسرى والاهتمام بالشباب الذي يبدي سلوكاً يبتعد عن معايير المجتمع ومحاولة إرشاده وتوجيهه نحو الأسلوب الصحيح
أهمية البحث
يشكل الشباب قطاعاً واسعاً من السكان في العالم العربي، إذ تبلغ نسبتهم 20.5% من إجمالي المجتمع فإن هذه البنية الديمغرافية النشطة والخصبة هي ما يميز المجتمع العربي ويضفي أهمية إضافية على قطاع الشباب في بلداننا. وقد أشارت الإحصاءات إلى أن عدد الشباب العربي قد بلغ عام 2000 حوالي 58 مليون شاب من أصل 300 مليون نسمة ( المركز العربي 1988، ص 242).
و تعد مرحلة الشباب من الفئات العمرية المهمة، لان هذه المرحلة يبدأ خلالها الاستقرار الانفعالي للفرد ،وتنعكس الإيجابيات في أساليب التربية التي استخدمت معه في مرحلتي الطفولة والمراهقة .
ويظهر ذلك من خلال الطاقات العلمية، والأخلاق العالية إذا تم إعداد الشباب بالشكل الصحيح وتكوين الآثار الإيجابية على المجتمع، حيث يكون متماسكاً من جميع النواحي ويرفل بالازدهار والقوة والتقدم .
و يؤكد كل من كلينارد وآبوت ( 52 p ،1973 Clinard&Aboot) أن الشباب في الدول النامية من أكثر الفئات العمرية الراغبة في تحقيق أهدافها وطموحاتها. وأحياناً تتجاوز إمكانياتهم وقدراتهم تحقيق مثل هذه الطموحات والأهداف، الأمر الذي يدفعهم لمعايشة العديد من المشكلات والاتجاه نحو الطرق غير المشروعة. ومن ثم يقعون في الأخطاء ويرتكبون الجرائم مخترقين قيم المجتمع ومعاييره وضوابطه .
ولما كانت التربية هي صناعة الإنسان بطريقة معينة وتشكيله وفق تصور خاص، وقد وصفها بعض المربين (بأنها عملية تشكيل وأعداد أفراد إنسانيين في مجتمع معين حتى يستطيعوا أن يكتسبوا بعض المهارات، والاتجاهات وأنماط السلوك المختلفة ،التي تيسر لهم عملية التعامل مع البيئة الاجتماعية التي تنشأ عليها أفراد ومع البيئة المادية ) (النجيحي 1976، ص10).
كما أن التربية من العمليات المهمة في بناء المجتمع وتطويره، فهي عملية اجتماعية ووظيفة أساسية يحافظ بها المجتمع على مقومات وجوده وتطوره واستمراره، لهذا أصبحت ضرورة ملحة للمجتمعات على مختلف درجات تمدنها وحضارتها .(القاسم1989 ، ص5)
فالآسرة الأساس الأول في تربية الطفل وتوجيهه وجهة صحيحة ،وخاصة في مرحلة ما قبل المدرسة، كما أن آثار التربية الأسرية تظل عالقة بالطفل وأن من الصعب التخلص منها حتى مراحل متقدمة من العمر.( يوسف 1964، ص 98 )
ونتيجة للتطور الثقافي والتكنولوجي والحضاري اصبح هناك جهات تشترك في تربية الأبناء تتمثل بالمدرسة ومؤسسات المجتمع المختلفة، وتغيرت كثير من المفاهيم ( فالمدرسة بعد أن كانت مهمتها الرئيسية التعليم فقط أصبحت نتيجة للتطور مهمتها اجتماعية تربوية تتخذ من التعليم وسيلة لتحقيق هدفين أساسيين : الأول الإعداد العلمي والفني للحياة والثاني إعداد الأفراد للتفاعل السليم مع المجتمع على أسس قوية من العلاقات الإنسانية والمساهمة الإيجابية فيه .( احمد 1978، ص341)
إ ن الاهتمام بالشباب لا يقتصر على المؤسسات الاجتماعية المحلية والقومية، بل تعداه إلى المؤسسات الدولية، إذ اعتبرت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة عام 1985
عاما دولياً للشباب تتكاتف خلاله الجهود ، وتتكامل من اجل دراسة منظمة ومكثفة وعالمية لمشكلات الشباب في العالم و وضـــع حلـــول لها وأساليب تحقيق تلك الحلول وفـي هـــذا الصدد نبه المؤتمر الإقليمي لدول غرب آسيا المنعقد في العراق في الثمانينات من القرن الماضي من ضرورة النظر إلى الشباب على ضوء البيئة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي هم جزء منها ، واجتناب دراسة مشكلاتهم كما لو كانوا يعيشون في فـــراغ .( سيف الدولة 1990 ، ص 5ـــ7).
أن دراسة الأساليب الوقائية في مرحلة الشباب التي تشهد بداية هذه المرحلة هي اقتراب شكل الجسم ووظائفه آخر درجات النضج ومن الناحية النفسية يكاد العمر العقلي يصل إلى قمته ، ويتيقظ إحساس الشباب بأنه لم يعد صغيرا، ويطالب بتوقف معاملته على أنه صغير، ومن الناحية الاجتماعية يتأكد اعتراف الأخريين بان الابن لم يعد طفلا ، وان كانوا يترددون في الاعتراف به رجلا وبداية الشباب هي بهذه تعد نقطة تحول تحتاج إلى اهتمام ورعاية. (حجازي 1985 ،،ص34).
وتزداد أهمية دراسة الأساليب الوقائية للحد من المشكلات الاجتماعية للشباب ، لكون هذه الشريحة مؤهلة لامتلاك ناصية العلم والمعرفة ، ولاسيما الشباب المتعلم سواء في الثانوية أو الجامعة فهم يمثلون الطليعة الواعية التي تسهم أكثر من غيرها في بناء المجتمع وتطويره لامتلاكهم مؤهلات عالية مقارنة بالذين لم بواصلوا تعليمهم
إن مشكلات الشباب متنوعة وإهمال حلها ستكون آثارها سلبية على المجتمع لذا التصدي للجانب الوقائي للمشكلات بمثابة قطع الطريق عن الاستمرار بها والحد منها وببدأ ذلك من الأسرة والمدرسة والمجتمع لهذا أن كثير من الدراسات التي اهتمت بمشاكل الشباب وجدت أن للأسرة دورا فيها فقد قام (Stury) بدراسة في ألمانيا على 144مجرما وجد أن 32% من الحالات كان الأب مجرما و35% منها كان الأب مدمن خمر، و43% منها كانت العلاقات الزوجية بالغة السوء جدا. ( رمضان1985 ، ص162).
أن المشكلات السلوكية لدى طلبة الجامعة كثيرة ومتنوعة تختلف باختلاف الظروف النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية لأنه وبرغم التنوع والاختلاف، هناك عوامل واسباب عامة إذا وجدت كلها أو بعضها من شانها أن تؤدي إلى مشكلات وظواهر سلوكية سلبية ، ومن هذه العوامل اضطراب الشخصية، والفشل الدراسي والتنشئة الأسرية الخاطئة ، وسوء الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه الشباب وضعف الوازع الديني والخلقي ، وقلة توفير الفرص، والمرافق الكافية للترويح، وقضاء أوقات الفراغ بأمور نافعة ( الكيال وهجرس 1989 ، ص60).
إن رسالة الجامعة في تربية الشباب و معالجة المشكلات الاجتماعية مبينة على العلـم الـذي يتصف بـه الأساتذة هو القاعدة التي يعتمد عليها في معالجـة تلك المشكـلات وهـذا مـا يفسر أهمية الجامعة كمؤسسة علمية في معالجة الانحراف ومعالجة المشكلات.
إن من مهام الجامعة التحلي بقدر كبير من المسؤولية ويقع على عاتقها التفريق بين الإرهاب و بين الجهاد في سبيل الله الذي يشرع لدفع الظلم والعدوان ونصرة الإسلام، وبين الفتن التي تقع بين المسلمين، وحري بنا أن نتأسى بالرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أن يكون المسلم فيها كابن آدم الأول الذي قال لأخيه: ((لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين)).
أن تنوع المشكلات في أوساط الشباب شجعت الباحثين في دراستها بهدف تشخيصها والحد منها للتوصل إلى توصيات تفيد الفرد والمجتمع.
وقد أجريت دراسة على الشباب الجامعي في جامعتي القاهرة وعين شمس عن مدى انتشار مشكلات المخدرات،اتضح أن حوالي 15% جربوا تعاطي المخدرات الطبيعية وخاصة الحشيش وان حوالي 4% تناولوا الحبوب المنومة الغير مسموح بها وهذا يعني أن هذه المشكلة الخطيرة تبدو واضحة في الجامعة. ( الطيب198 ص88 )
كما وجدت دراسة شو (Shuw ) أن 81%من الذين لديهم مشكلات انحرافية لهم أصدقاء منحرفون كما وجدت دراسة( بيتنبر) في ألمانيا على 110 من المجرمين من الذين حكم عليهم في جرائم تعود لمشكلات خلقية أن 45% قد أحاطت بهم ظروف عائلية سيئة، بينما وجدت دراسة (الياتور )أن 98% من المنحرفين كانت لهم علاقات بأصدقاء منحرفين( رمضان 1985 ، ص162).
أن تنوع المشكلات لايمكن حصرها ولو تم حصر هذه المشكلات لظهر عددها يقترب إلى المئة مشكلة ان لم نقل اكثر ولكن تبقى في مقدمة المشكلات مشكلة تعاطي المخدرات وإدمانها، إذ تعد من أكثر المشكلات الاجتماعية الشائعة ولها تأثير قوي على تقدم أي مجتمع كماً وكيفاً، وتستنفذ هذه المشكلات معظم طاقات الفرد والمجتمع وإمكانياتهما، وتعتبر مشكلة تعاطي العقاقير المخدرة بأنواعها العديدة من الظواهر الخطيرة التي تجتاح دول العالم في عصرنا الحالي، وقد نالت اهتمام عدد كبير من الباحثين والهيئات العالمية والإقليمية ورصدت الأموال، وخصصت العقول لدراستها لمحاولة الوصول لحلها و الحد من انتشارها والسيطرة عليها.
وتعتبر مشكلة المخدرات من أعقد المشاكل التي تواجه المجتمع الدولي في الوقت الراهن وهي ليست أقل خطورة من مشكلة الإرهاب، ولا يكاد يفلت منها أي مجتمع سواء كان متقدماً أو نامياً.
وتكمن أهمية هذه المشكلة في أنها تمس حياة المدمن الشخصية والاجتماعية من جميع الجوانب سواء كان ذلك يتمثل في صورته أمام نفسه أو بينه وبين أفراد أسرته، وتتمثل أهمية المشكلة بالنسبة للمجتمع في أنها تحيط به وتمسه من جميع الجوانب الرئيسية، وأوضح هذه الجوانب هو أمن المجتمع واستقراره حيث أدى انتشار الإدمان إلى زيادة نسبة الجرائم والعنف مثل السطو المسلح والسرقة وغيرها من الجرائم التي تحدث أغلبها تحت تأثير الإدمان.اذ يمكن القول أن هذه المشكلة هي البداية لمشكلات لاحقة .
أما فيما يخص المدرسة والجريمة وجدت احدى الدراسات أن مشكلات الانحراف تتركز في 60% من الجانحين لديهم هروب متواصل من المدرسة( هاريج1987، ص151)
وفي دراسة مستعرضة Cross-Sectional لعدد من المشكلات التي يعاني منها طلبة الجامعة، وجد أن اغلب المشكلات الصـحية والمتعلقة بالنمـو البدني في ازدياد Koplick & Devito, 1986,p 126 ))
وتأسيا على ما تقدم فان أهمية الدراسة تنطلق من المبررات آلاتية:
1ــــ مساعدة العاملين في مؤسسات رعاية الشباب في أداء واجباتهم بشكل ممتاز من خلال الإفادة من نتائج البحث، و وتخطيط البرامج الإرشادية و إعدادها وتنفيذها .
2ــــ يمكن للمختصين في ميدان الارشاد النفسي والتوجيه التربوي الافادة من نتائج البحث هذا البحث في معاونة الشباب على تجنب ارتكاب الأخطاء والتخلص من مشكلاتهم القائمة فعلاً.
3ـــ يمكن للاباء والأمهات الانتفاع من معطيات البحث في التعرف على الأساليب الوقائية في الحد من مشكلات الأبناء.
4ـــ يمكن للقائمين على إعداد وتنفيذ برامج وسائل الاتصال الجماهيري في الاذاعة المسموعة والمرئية والصحافة ، والمواد المطبوعة لغرض الانتفاع من نتائج هذا البحث على النحو الذي يلبي حاجات ومتطلبات نمو الشباب وتطوير شخصيتهم من خلال ترجمة الأساليب الوقائية إلى مواقف توجبهبة تصل للمواطن من خلال تلك الوسائل.
مشكلة البحث
الشباب كما يقال نصف الحاضر، وكل المستقبل ، انهم قطاع هام جداً من المجتمع ويمر بمرحلة نمو واكثر عرضة للمخاطر فلابد من معرفة الإطار المرجعي لشباب اليوم وعلاقتهم بالأسرة والمجتمع وكيف نتعامل مع المتغيرات الموجودة ( التونسي 2002، ص
أن اغلب الأسر لابد أن تتعامل مع أبنائها وهذا التعامل يختلف باختلاف البيئة الأسرية ونمط المعاملة الو الدية علاوة على ذلك فان المدرسة و الجامعة حين تتعامل مع الشباب في مجال المشكلات الاجتماعية نجد هناك فروقاً فردية في التعامل نتيجة للسياسة المتبعة في تلك الجامعات كما إن التباين في المجتمعات يختلف في مجال رعاية الشباب تبعا للثقافة السائدة فان الدراسة الحالية ستحدد الأساليب الوقائية ذات الأولوية في التعامل مع الشباب وترجمة تلك الأساليب الى مواقف حياتية تتعامل معها الأسرة والمدرسة والمجتمع
أهداف البحث
يحاول البحث التعرف على الاتي:
1 – الهدف الأول تحديد الأساليب الوقائية للحد من مشكلات الشباب الاجتماعية كما يراها المدرسون والمدرسات وترتيبها ترتيبا تنازليا.
2 ــ الهدف الثاني:هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية في الأساليب الوقائية بين المدرسين والمدرسات في الحد من مشكلات الشباب؟
حدود البحث
يقتصر البحث الحالي على مدرسي مادتي التربية الإسلامية والتربية الوطنية في المرحلة الثانوية للعام الدراسي 2004ــــ2005 في العاصمة بغداد .
تحديد المصطلحات
اـــ الأساليب مفردها أسلوب ويعني به للفرد الطريقة وكلامه( الزمخشري مطبوع 1965،ص 425.
2ـــ الأساليب الوقائية:هي الوسائل والتصرفات والمواقف التي يصطنعها المسؤول عن تربية الشباب سواء داخل الأسرة وخارجها متمثلة بالمدرسة ومؤسسات المجتمع التي تهدف إلى وقاية الشباب من الوقوع في الأخطاء والحد من تلك الأخطاء.
3ــــ المشكلات الاجتماعية: هي التصرفات الغير مرغوبة التي لا تنسجم مع القوانين والأنظمة وتقاليد المجتمع وقيمه التي يمارسها الشباب وتسبب ضررا للفرد والأسرة والمجتمع تجعل المسؤولين عن الشباب في حيرة وقلق.
إجراءات البحث ومنهجيته
أولا : عينة البحث
اختار الباحث عينة عشوائية بأسلوب العينات المتساوية من مدرسي ومدرسات المدارس الثانوية في العاصمة بغداد . بلغ تعدادها 200 مدرس ومدرسة حسب متغيرات الحالة المعاشية ونوع المنطقة والجنس ( ذكر، أنثى) والجــــــــدول(1)يوضح ذلك.
جدول (1) عدد المدرسين والمدرسات موزعين على مناطق بغداد
نوع المنطقة المنطقة مدرسين مدرسات
فقيرة الشعلة 20 20
متوسطة ألا عظمية 20 20
غنية المنصور 20 20
مزدحمة السكان الشعب 20 20
قليلة السكان الرضوانية 20 20
############################ المجموع 100 100
ثانيا : تحديد مجالات الاستبيان
لغرض تحديد مجالات الاستبيان قام الباحث بما يأتي
1- الاطلاع على البحوث النظرية والدراسات السابقة التي اهتمت في مجال التربية والشباب ، والمشكلات الأسرية والاجتماعية
2- الدراسة الاستطلاعية: قام الباحث بدراسة استطلاعية هدفها تحديد الأساليب الوقائية ذات التأثير الإيجابي في وقاية الشباب من المشكلات الاجتماعية والحد منها من وجهة نظر المدرسين والمدرسات، واختار الباحث لهذا الغرض عينة مكونة من (40) مدرساً ومدرسة للتعليم الثانوي ممن يدرسون مواد التربية الإسلامية والتربية الوطنية ويعملون في مناطق تتباين فيها الحالة المعاشية والكثافة السكانية ، وتم توجيه لهم استبيان مفتوح هو ما الأساليب التربوية الوقائية التي يمكن استخدامها مع الشباب للحد من المشكلات الاجتماعية لهم في الأسرة والمدرسة والمجتمع؟ ) وأعطيت الحرية في كتابة ما يرونه مناسباً، وبعد إجابة أفراد العينة على الاستبيان قام الباحث بتفحص الأجوبة أمكن صياغة ( 51) فقرة تمثل كل فقرة أسلوباً وقائياً يُعتمد عليه في التعامل مع الشباب من خلال إجابات المدرسين والمدرسات التي يتفق عليها اغلبهم أضيف إليها بعض الأساليب الوقائية للحد من مشكلات الشباب التي وردت في البحوث والدراسات السابقة.
ثالثا: صدق الاستبيان
عرض الباحث الفقرات التي جمعها والبالغة ( 51 ) فقرة على خمسة خبراء من أساتذة الجامعة لبيان صدقها واخبرهم ان كل فقرة تمثل اسلوبا وقائيا وطلب منهم التأشير على الفقرات التي تصلح كأسلوب وقائي للشباب من المشكلات الاجتماعية وتم إبقاء ( 44)فقرة اتفق عليها 80% من الخبراء ووفق هذا الأجراء تم استبعاد 7 فقرات لم تحقق نسبة 80% حيث يشير أيبل ( Ebel )أن قيام مجموعة من الخبراء المختصين باختيار بتحديد صلاحية الفقرات لقياس الصفة التي وضع من اجلها يمثل صدقا ظاهريا .( 555 p1972 Ebel )
رابعا : طريقة القياس وتحديد نوع الاستجابة
استخدم الباحث طريقة ليكرت (Likert) في القياس لتمتعها بصدق وثبات عاليين ( جلال،1985 ص 253) أما نوع الاستجابة فقد استخدمت خمسة بدائل ( مهمة بدرجة كبيرة جدا، مهمة بدرجة كبيرة ،مهمة بدرجة متوسطة ، مهمة بدرجة قليلة، غير مهمة)
خامسا : تطبيق الاستبيان وتصحيحه:
طبق الباحث الاستبيان على عينة البحث التي تتكون من ( 200 ) مدرساً ومدرسة خلال شهر نيسان 2005 وكان الباحث يطلب من كل مدرس ومدرسة قراءة الاستبيان والإجابة على جميع الفقرات دون ترك أي فقرة بدون تأشير وبعد الانتهاء من التطبيق تم تصحيح الاستبيان حيث أعطيت 5 درجات إلى من اشر أمام الفقرة التي يراها مهمة بدرجة كبيرة جدا و4 درجات لمن اشر أمام الفقرة التي يراها مهمة بدرجة كبيرة و3 درجات لمن اشر أمام الفقرة التي يراها مهمة بدرجة متوسطة و2 درجة لمن اشر أمام الفقرة التي يراها مهمة بدرجة قليلة في حين أعطيت درجة واحدة لمن اشر أمام الفقرة التي يراها غير مهمة
سادسا: الثبات
لإيجاد الثبات قام الباحث باختيار 50 استمارة عشوائيا من استمارات عينة التطبيق واستخدم معامل( الفاكرونباخ) لحساب معامل الثبات وهو اكثر مقاييس الثبات شيوعا( بركات، 1983 ص 335 ) وبلغ 0.84 وهو مؤشر عالِِِِ على ثبات
الاستبيان
سابعا : عرض النتائج وتفسيرها
1 – الهدف الأول تحديد الأساليب الوقائية للحد من مشكلات الشباب الاجتماعية كما يراها المدرسون والمدرسات وترتيبها ترتيبا تنازليا
لتحقيق هذا الهدف قام الباحث بحساب الوسط المرجح والوزن المئوي لإجابات أفراد العينة لكل فقرة والجدول (2) يوضح ذلك
جدول (2)
الأساليب الوقائية مرتبة تنازليا حسب الوسط المرجح والوزن المئوي
ت ا لفقـــــــــــــــــــــــــــرات الوسط المرجح الوزن
المئوي%
1 مم اعتماد الأبوين الصدق قولا وفعلا أمام أبنائهم 5 100
2 اعتماد العدالة من قبل المدرسين مع طلابهم 5 100
3 توجيه الآباء لأبنائهم بالتمسك بالأخلاق والقيم الفاضلة 4.98 99.6
4 تخصيص وقت من قبل أولياء الأمور للتعرف على مشكلات أسرهم والمساهمة في حلها
4.97 99.4
5 تشجيع المدرسين على رفع المستوى العلمي للطلبة ذوي التحصيل المنخفض 4.97 99.4
6 اتباع الآباء العدالة مع أبنائهم وعدم التمييز في المعاملة بينهم 4.95 99
7 تشجيع الأبوين لابنائهم عند قيامهم بسلوك جيد 4.93 98.6
8 اعتماد المدرسين الصدق في الأقوال والأفعال 4.90 98
9 متابعة الأبوين لسلوك أبنائهم خارج البيت ومعرفة أوضاعهم 4.88 97.6.
10 الاستفادة من رجال الدين في الوعظ والإرشاد في مجال مشكلات الشباب 4.86 97.2
11 تعويد الطلبة على الاحترام المتبادل بينهم من جهة وبين مدرسيهم من جهة أخرى 4.84 96.8
12 محاسبة الآباء أبناءهم عند ارتكابهم أخطاء متعمدة 4.83 96.6
13 تكريم الطلبة المتفوقين وذوي الأخلاق الحميدة ليكونوا قدوة حسنة لاقرانهم 4.80 96
14 ابتعاد الأبويين عن المشاجرة أمام أبنائهما 4.79 95.8
15 بث روح العطف والحنان من قبل المدرسين لطلابهم وعدم استخدام القسوة 4.74 94.8
16 تعويد الأبناء على الصراحة مع آسرهم عند ارتكابهم الأخطاء 4.73 94.6
17 تشجيع الطالب الذي يسلم الحاجات التي يعثر عليها إلى إدارة المدرسة 4.71 94.2
18 غرس الآباء حب العمل وكسب المعيشة من الرزق الحلال لدى أبنائهم 4.60 92
19 تنفيذ المدرس الوعود التي يعد بها طلابه ولا يتراجع عنها مهما كان 4.58 91.6
20 مساهمة الفعاليات الشعبية والجماهيرية في ندوات الخاصة بالشباب 4.55 91
21 توثيق صلة المدرسة بالآباء لفهم احتياجات الأبناء من خلال مجالس الآباء 4.51 90.2
22 عدم تساهل إدارة المدرسة في حالة ممارسة الطلبة تصرفات غير مرغوبة 4.49 89.8
23 عقد ندوات بشكل دوري عن مشكلات الشباب بهدف الحد منها 4.40 88
24 تشجيع المجتمع للشباب على العمل لكي تنمو القدرة لديهم على تحمل المسؤولية 4.35 87
25 أيجاد صندوق مالي للتكافل الاجتماعي لمساعدة الطلبة المحتاجين 4.32 86.4
26 تنمية الشعور بالمسؤولية عند الأبناء قبل إعطائهم الحرية في اتخاذ قراراتهم 4.28 85.6
27 حث الأبوين أبنائهم على الانضمام في منظمات الشباب الوطنية 4.26 85.2
28 التخطيط الأسرى للاستخدام الأمثل لقضاء وقت فراغ الشباب 4.23 84.6
29 توجيه المدرس وارشاد الطلبة الذين يحالون القيام بسلوك غير مرغوب 4.22 84.4
30 اهتمام الدولة بالأنشطة الرياضية وتنويعها وخاصة الفرق الشعبية 4.17 83.4
31 اهتمام الدولة بالصحة النفسية وإنشاء مراكز لها لرعاية الشباب 4.15 82.6
32 قيام المدرسين بتبصير الشباب كيفية ممارسة السلوك الصحيح 4.10 82
33 تخصيص زاوية ثابتة في الصحف المحلية تهتم بمشكلات الشباب 4.08 81.6
34 استغلال الدولة المناسبات الدينية والوطنية في الاهتمام بقضايا الشباب 4.07 81.4
35 تنمية الثقة بالنفس من خلال اشرك الشباب بالأنشطة المتنوعة 4.05 81
36 الإكثار من برامج الإذاعة المرئية والمسموعة التي تهتم بالشباب 3.95 79
37 تعين مرشد تربوي في المدارس لتوجيه الطلبة وارشادهم 3.89 77.8
38 تلبية المطالب الأساسية للأبناء على وفق احتياجاتهم المختلفة من قبل آبائهم 3,86 77.2
39
تفعيل دور مجالس الآباء والمعلمين بما ينفع متطلبات الشباب 3.84 76.8
40 مشاركة الأبوين أبناءهم في اختيار أصدقائهم 3.81 76.2
41 متابعة إدارة المدرسة الطلاب الذين يتغيبون من المدرسة واشعار أولياء امورهم بذلك 3.79 75.8
42 على الأب أن يحفظ السلاح( مسدس، رشاشة )بعيدا عن الأبناء 3.67 73.47
43 وضع الدولة نظام لمراقبة مقاهي الانترنيت لضمان عدم دخول الشباب للحد من الدخول في مواقع هدامة 3.53 70.6
44 مكافحة حالات التسول( الكدية ) خاصة عند الأطفال 3.46 69.3
من الجدول (3 ) يبدو أن جميع الفقرات حظيت بأوساط مرجحة و أوزان مئوية عالية وهذا يعني أن مدرسي المرحلة الثانوية يدركون أهمية الأسلوب الوقائي لو استخدم بشكل منظم سوف يقلل أو يحد من مشكلات الشباب وان أساليب الوقاية من وجهة نظرهم لا تقتصر على طرف واحد بل على ثلاثة أطراف هي الأسرة والمدرسة والمجتمع وكل طرف له رسالة معينة، وممارسة الأطراف الثلاثة ستحصل آثار إيجابية بلا أدنى شك
أن المدرسة والمجتمع يمكنهما وضع خطة مبرمجة في مجال رعاية الشباب وتفهم مشاكلهم ولكن تبقى الأسرة هي المستهدف الأول في تفعيل مساهماتها في تنشئة الشباب وهنا يقع العبء الأكبر على المدرسة والمجتمع في جعل الأسرة ذات
تأثير إيجابي من خلال انفتاح المدرسة والمجتمع على الأسرة ومد جسور التفاهم المشترك وان إهمال آي طرف في عملية الحد من مشكلات الشباب ستبقى آثارها واضحة على الشباب من خلال زيادة معاناتهم.
2 ــ الهدف الثاني:هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية في الأساليب الوقائية بين المدرسين والمدرسات في الحد من مشكلات الشباب؟
لتحقيق هذا الهدف استخدم الاختبار التائي لعينتين مستقلتين( t. Test) (البياتي واثناسيوس1977 ص260) وعند مقارنة ت المحسوبة مع ت الجدولية (بافتراض ذو النهايتين) وكما موضح في الجدول (3)
جدول (3 ) خلاصة الاختبار التائي لعينتين مستقلتين من المدرسين والمدرسات
الجنس العينة الانحراف المعياري الوسط الحسابي ت المحسوبة 1.32
مدرس 100 12.7 198.41
مدرسة 100 13.72 196.78
يبدو من الجدول(3) أن قيمة ت المحسوبة اصغر من قيمة ت الجدولية حيث
بلغت ت الجدولية ( 1.960 )درجة في حين بلغت ت المحسوبة ( 1.32 ) وبدرجة حرية ن- 2 تساوي 198 وعند مستوى 5% وهذا يعني انه لا توجد فروق دالة إحصائيا وقد يعود السبب إلى أن كلاً من المدرس والمدرسة يرون أن هذه الأساليب الوقائية مهمة في الحد من مشكلات الشباب أوقد يعود ألي البرنامج التربوي الموحد لأعداد المدرسين والمدرسات لمهنة التعليم والتي تتضمن دروساً تربوية في علم النفس الاجتماعي والتربوي ومبادئ التربية وعلم نفس النمو أو قد يعود ألي أهداف المدرسة الثانوية المطلوب من المدرس والمدرسة تحقيقها والتي منها بناء شخصية الطالب بناءً صحيحا.
التوصيات والمقترحات
1 –إن يسهم الأعلام المحلي بدور كبير وأساسي في عملية التوعية وتقديم النماذج الجيدة والأساليب الصحيحة في التنشئة الأسرية .
2--ممارسة الفعاليات الجماهيرية دورا رياديا لنشر الوعي الأسرى والاهتمام بالشباب الذي يبدي سلوكا ا يبتعد عن معايير المجتمع ومحاولة إرشاده وتوجيهه نحو الأسلوب الصحيح .
3 –إن يستخدم المدرس أسلوب المقارنة بين التصرفات الصحيحة والتصرفات الخاطئة فمثلا يقارن بين (الأمانة والسرقة) أو(تقبل الآخرين و التعصب) ( الالتزام الخلقي وتعاطي المخدرات) ( الثوري و اللاثوري) (الوطني و العميل )
ويبين تأثير كل واحد منهم على المجتمع.
4 - على وزارة التربية التأكيد على اختيار المدرس الجيد ليكون قدوة صالحة لكون الطالب بطبعه ميال لمحاكاة الآخرين.
5-على المدرس أن لا يركز على النواحي السلبية في تصرفات الطلاب، بل يهتم بالنواحي الإيجابية واعطائها اهتمامًا مناسباً.
6-على المدرس أن يٌعود طلابه أن عمل الخير للآخرين ليس هدفه المكافئة وان تجنب عمل الشر ليس خوفا من العقاب بل هي صفة من صفات المواطنة الصالحة
7 -أجراء دراسة مماثلة تحدد فيها الأساليب الوقائية لمشكلات الشباب من وجهة تظر أساتذة الجامعة والقيادات الاجتماعية والسياسية
8 ـ حري بالأستاذ الجامعي أن يقدم للطالب مع العلم ما يحفزه للعمل وما يٌقوم سلوكه من خلال الظهور بمظهر القدوة
9 ـ من مهمات الأستاذ في الجامعة إرشاد الطالب إلى منهجية البحث والتفكير في مواجهة الشباب للمشكلات
10ـ تأكيد المدرس على تعليم الشباب أهمية التربية الإسلامية الصحيحة وبخاصة
الاعتدال والوسطية، وتجنب الغلو والجفاء، والبعد عن الإفراط والتفر
والله الموفق
المصادر
1 ـ احمد، لطفي بركات (19789 التربية ومشكلات المجتمع ،القاهرة ، دار النهضة
2ـــ بركات ،محمد خليفة (1983 ) علم النفس التعليمي الجزء الثاني الكويت دار القلم
3 ــ البياتي ، عبد الجبار ،وزكريا اثناسيوس (1977) الإحصاء الوصقي والاستدلالي ، بغداد ، مؤسسة الثقافة العمالية
4 ــ التونسي ، خليفة عبد الله ( 2002 ) مشكلات الشباب المصري وطرق المواجهة ، مجلة النفس المطمئنة س17 ع 71 يوليو
5 ـــ جلال، سعد(1985) القياس النفسي ، القاهرة دار الفكر الجامعي
6 ــ حجازي، عزت (1985) الشباب العربي ومشكلاته ، ط2 ، الكويت ، مطابع دار القبس
7 ـــ رمضان ، السيد( 1985 ) الجريمة والانحراف الاجتماعي ، الإسكندرية ، المكتب الجامعي
8 ــ الزمخشري جار الله أبو القاسم محمد بن عمر ( مطبوع 1965) أساس البلاغة ، القاهرة ، مطابع الشعبــ
9 ــ سيف الدولة عصمت ( 1990 ) الشباب ومشكلات الانتماء ، القاهرة ، دار الموقف
10 ــ الطيب ، محمد عبد الظاهر(1989) مشكلات الأبناء ، الإسكندرية المكتب الجامعي
11 ــ القاسم ، بديع (1989) مجالس الآباء والمعلمين ، بغداد ، مطبعة وزارة التربية
12 ــ الكيال ، دحام و هحرس ، مهدي صالح (1989 ) الظواهر السلوكية لدى طلبة الجامعة وصلتها بالحرب العراقية الايرانية ،بغداد، مجلة العلوم التربوية والنفسية س 15 ع 14 ص 59 -79
13 ــ النجيحي ، محمد لبيد( 1976 ) فلسفة التربية ، القاهرة ن مكتبة سعيد رأفت
14 ـــ هاريج ، تريقز ( 1987) أسباب جناح الأحداث ، الإسكندرية ، المكتب الجامعي
15 ــ يوسف عبد القادر(1964) التربية والمجتمع ، الكويت مطبعة المعارف
16- ,Robert(1972) Essential Educational Measurement , New jersey, Hall -- prenticall
17--Koplik, E. & Devito, ( 1986) A. Problems of Frenchmen: comparison of classes 1976 and 1986. Journal of College Students Personnel, 27,124-131