ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأسس التصورية والنظرية في مناهج العلوم الأنسانية والتطبيقية
الكتاب الاول
تأليف
الدكتور انور حسين عبد الرحمن الدكتور عدنان حقي شهاب زنكنة
استاذ المناهج والقياس التربوي معاون عميد كلية دجلة الاهلية
كلية التربية ابن الهيثم
جامعة بغداد
الطبعة الاولى 2008م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة
لا يعتبر الحديث عن البحث العلمي جديداَ، وانما تناولته الدراسات الاجنبية من جوانب عديدة، وان ممارسة البحث بشكل منظم قد بدأت منذ فترة زمنية طويلة مما قاد الى ظهور بحوث منظمة تبلورت من خلالها بعض المفاهيم الاساسية في البحث العلمي، وساعد على هذا التطوير ما تم التوصل اليه من تصميم الادوات والاساليب الرياضية والاحصائية، ونظم جمع وتصنيف وحفظ وتحليل المعلومات والبيانات ونقلها... وما الى ذلك.
وبالرغم من تطور اساليب ومناهج البحث العلمي وتعدد الكتابات فيه فإنه لايمكن القول بأنه أصبح هناك اطاراَ نظرياَ متكاملاَ تجمع عليه الاراء في اصول البحث وطرائق في كتابة البحوث وعرضها، أو حتى في تحديد مفهوم البحث العلمي ومواصفات الباحث وكيفية تحديد مشكلة البحث ومعالجتها والجوانب المتفق عليها والمختلف فيها.
والمنهجية في العلوم الانسانية قاطبة والتطبيقية منها تلعب دوراَ رئيساَ ليس فحسب في التمكين لتلك العلوم من أن تكون مرتكزة على اسس وقواعد من القوانين والنظريات وانما أيضاَ في تمكين المجتمعات الانسانية من ان تعيد صياغة حياتها بشكل اكثر ضبطاَ وفهماَ.
ومما يزيد من أهمية ذلك الدور الذي تلعبه المنهجية في العلوم الانسانية والتطبيقية ان تلك العلوم التي تتعامل مع الانسان سواء اكان ذلك فرداَ او جماعة او مجتمعاَ مع كل ما تتصف به من تغير وغموض دائمين يمثلان باستمرار تحدياَ امامها وفي موضوعيتها ، ولكن رغم هذه المهمة الصعبة فالمنهجية قادرة على ان ترتقي بمختلف العلوم الانسانية والتطبيقية سواء اكان ذلك بالامكانيات الذاتية او من خلال استلالها واستعارتها لفنون البحث ومناهجه واصوله.
وبذلك نرى ان ألاسس النظرية والتصورية للمناهج تكاد ان تكون مرادفة للتحليل المنطقي لقضايا نظرية في مناهج البحث واسسه واصوله ومرتكزات انماطه المنهجية المختلفة بحيث تجعل منه بحثاَ في المناهج الاستقرائية والاستنباطية، وان الدلالتين تحتويان منطق مناهج البحث العلمي ومبرراته، ولايطلب من الباحث فيه سوى اتقانه لاستخدامه بشكله السليم والصحيح.
وان هذا التصور للاسس المنهجية أمر ضروري ، ولكنه ليس التصور الوحيد الذي ينبغي أن يكون للانماط المنهجية في العلوم الانسانية والتطبيقية ولايمكن في الوقت نفسه ان يناله الاهمال لأن فلسفة العلم يتطلب مثل هذا التصور.
وعموماَ فان عبارة او مصطلح المنطق النظري للمناهج لاتعدو أن تكون تفلسفاَ حول منهج البحث العلمي بقدر ماهي تعدد لوجهات النظر الفلسفية العامة لها.
فالذي يروم كتابة البحث لابد أن يكون ملماَ باجادة في منهجيته واسسه المنطقية، وأن يتناول ميتافيزيقا العلم وينصرف الى علاج أسسه المعرفية وأن يبرز جوانبه القيمية ويصب جهده على تحليل لغته، وان يكون تناوله هذا وذاك منطلقاَ من منحى منهجي او فلسفي معين.
والباحث في العلم لابد ان يتوفر عنده شرطان أساسيان: الأول هو أن يكون واعياَ بها وملتزما بمنظور منطقي او فلسفي يختاره ويؤثره على غيره ، ومتفقاَ في بحثه مع المذهب الذي يتبناه او وجهة نظره ـ إذ لا مكان لتحييد الفلسفة إزاء ما يطرح من قضايا او مواقف.
والشرط الثاني هو أن يكون مدركاَ بأن العلم هو موضوع بحثه ومادته الخام التي يصوغها ويشكلها فلسفياَ، وبعبارة أخرى ان يكون ملماَ بما يتحدث عنه ـ وهو العلم الذي يتناوله ـ وان يكون متابعاَ وقارئاَ متفهماَ لما يدور في العلم، وعارفاَ بأهم نظرياته ومفاهيمه ومذاهبه ومدارسه...الخ.
فالبحث العلمي ضرب من التجريد، ولابد للتجريد أن يستخلص من شيء عيني ، وهذا فلسفة العلم بحد ذاته، إذ انه تجريد من العلم الذي يمارس بالفعل ، ولايمكن ان يكون قائماَ الا اذا كانت تجريداَ في تجريد، وأن يستند هذا التجريد على شيء نلم به، ولنا دراية بجوانبه ومجالاته. وبهذا لايهم أي الاساليب المنهجية والفلسفية التي يتم اصطناعها في تناول المادة منطقاَ.. أو غيرها.
فالمنطق ليس بوحده أساس العلم ومنهجه ، ولكنه لايمكن أهماله أو أغفاله لأنه يسري في كل شؤون الحياة، وصلته هذه لايقل أهمية عن صلته بمناهج البحث وفلسفة العلم.
وهذا ما سار (نبه) عليه كتابنا هذا إذ أختط طريقاَ لمنهجية البحث العلمي وفلسفته بحيث يمكن جعله فاعلية انسانية أو اجتماعية أو ثقافية لها خصوصيتها من حيث الهدف والاسلوب.. وبالرغم من التفاصيل والمصطلحات والمفاهيم الواردة في ثنايا الكتاب الا أن له خطا محورياَ واحداَ ينحو فيه منحى المذهب الانساني، ومع التوكيد بأن منطق البحث العلمي وأسسه التصورية النظرية وفلسفته يمكن أن تعالج بطرق شتى وبمذاهب متعددة شريطة أن ما يتناوله هو العلم الراهن دون تشويه او تحريف بوصفه مادة وموضوعاَ يدعو الباحثين الى الخوض فيه لابراز متضمناته...
وبذلك فان الكتاب يستمد أهميته من أهمية موضوعه وهو المنهج والمنهجية وطرائق البحث واصوله ومبادئه وفلسفته. وللمنهج أهمية كبيرة في تطور العلوم وتقدمها في تطور الفكر الانساني بصفة عامة ، فلايمكن الوصول الى النظريات وصياغة القوانين الا إذا كان الباحث متبعاَ لمبادىء منهج جيد في البحث والاستقراء والاستقصاء والتفكير.
وفي نهاية المطاف فان الكتاب استعراض لتطور الفكر المنهجي وأصوله ومتناول لقضايا المنهج والمنهجية وتجلياته لبناء فكر بحثي سديد سليم خال من التشوهات والانحرافات... فهو محاولة لوضع اطار نظري وبلورة لمختلف مفاهيم البحث العلمي التي درج الباحثون على تطبيقها، فضلاَ عن طرح بعض الافكار حول تلك المفاهيم ووضعها في إطار منطقي متقولب بصياغةمنسقة بدءاَ من العنوان وانتهاء الى التحليل والتفسير.
ويقسم الكتاب الى ثلاثة أبواب يتناول الباب الاول المنهجية العلمية مفاهيمها وخصائصها العلمية ويضم فصولاَ سبعة تستقصى منهجية العلم ووظائفه والتفكير العلمي وطريقته مع اعطاء مفاهيم دقيقة للمصطلحات السائدة في عالم المنهجية ومن ثم البحث العلمي وطبيعته وأهميته وخصائصه واخيراَ أهم النظريات العلمية حيث سعى المؤلفان اعطاء أهمية خاصة للباحث العلمي لانه هو الاساس في صياغة البحث العلمي وتحقيق الاهداف المنشودة من البحث ومصدر التفكير والتحليل والتجريد والنجاح..
اما الباب الثاني فانفرد لمعالجة مشكلة البحث وكتابة التقرير النهائي حيث لا يخفى على باحث علمي بأن المشكلة تعد العمود الفقري لاي بحث علمي، وان تشخيصها اساس حلها فهي توء مة للانسان المتطلع دوماَ الى التقدم والتجديد والمعاصرة. وهنا يجب على الباحث المبدع الالمام بتوثيق المعلومات والمصادر ومن ثم صياغة كتابة التقرير بأسلوب يجذب القارىء للمتابعة والاستفادة والاستقصاء الداعي للمتغيرات وانماطها والفرضيات واستخداماتها وانواعها وخصائصها..
أما الباب الثالث والاخير فيناول مستلزمات البحث وادواته فالباحث المجدد المبدع لابد له اخذ العينات بالشكل الذي تغني البحث وتوصله الى الاستنتاجات الصحيحة، وكذلك يحثه معرفة اساليب وانواع الاستبانات وكيفية تصميمها وتحليلها. ومن ادوات ومستلزمات البحث المهمة تأتي المقابلة والملاحظة والاختبار حيث انها تساهم بالحصول على معلومات دقيقة وبيانات مفيدة تؤدي الى اضفاء الشفافية على أسلوب البحث ونتائجه.
لقد كان هدفنا من تأليف هذا الكتاب مساعدة الباحث بامور البحث وحاولنا جهد امكاننا حصر المزيد من المعلومات بين دفتي الكتاب لرفد القارىء بالمعلومات المهمة، فمهما اوتينا من عبقرية وخبرة والمام بالمادة فاننا لانتمكن القول بأننا تجاوزنا الكمال فالكمال لله وحده . ولكننا نقدم مؤلفنا لطلاب العلم لينهلوا منه ويستفيدوا من فصوله بما تساعدهم في كتابة ابحاثهم العلمية والله الموفق.
المؤلفان
محتويات الكتاب
ت المحتويات الصفحة
المقدمة 2
الباب الاول:
المنهجية العلمية مفاهمها وخصائصها 10- 32
الفصل الاول
المدخل في علم المنهجية 11
1ـ المقدمة 12
2ـ ماهية المنهج 14
3ـ سمات المنهج 16
4ـ عقبات العلم 22
5ـ ادوار المنهجية العلمية 23
6ـ مصادرات المنهج 24
الفصل الثاني
المنهج العلمي وظائفه وبنيانه وقواعده 33- 52
1ـ المقدمة 34
2ـ الوظائف المنهجية 34
اولاَ: الوصف 34
ثانيا: الفهم 36
ثالثاَ: التفسير 37
رابعاَ: التنبؤ 39
خامساَ: التحكم 40
3ـ الابنية المنهجية 41
اولاَ: الوقائع او الحقائق العلمية 41
ثانياَ المفاهيم 43
ثالثاَ: الفرضيات 44
رابعاَ: القوانين العلمية 45
4ـ الوسائل والادوات المنهجية 48
5ـ لغة العلم( المنهج) 49
6ـ اختلاف المنهج باختلاف المواضيع 51
الفصل الثالث
المعرفة والعلم 53- 77
اولاَ: المعرفة 54
1ـ المقدمة 54
2ـ معنى المعرفة وطبيعته 55
3ـ مصادر المعرفة 57
4ـ انواع المعرفة 58
5ـ طرائق الحصول على المعرفة 60
6ـ دور علماء المسلمين في المعرفة 67
ثانيا: العلم 68
1ـ ماهية العلم 68
2ـ دلالات العلم 70
3ـ الحس المشترك والادراك الشائع 74
4ـ وظيفة العلم 75
5ـ العلم والمنهج العلمي 76
الفصل الرابع
التفكير العلمي والطريقة العلمية والباحث العلمي 78- 97
اولاَ: عناصر التفكير 79
ثانياَ: خصائص التفكير العلمي 80
ثالثا: سمات التفكير العلمي 84
رابعاَ : الطريقة العلمية للمنهج العلمي في البحث 85
خامساَ: صفات الباحث العلمي 88
سادساَ: الاتجاهات العلمية للبحث العلمي 91
سابعاَ: الصعوبات التي تواجه الباحث 92
ثامناَ: الاخطاء التي يرتكبها الباحث العلمي 93
تاسعاَ: المكونات السلوكية للباحث العلمي 94
الفصل الخامس
مفاهيم ومصطلحات في علم المنهجية 98-127
الفصل السادس
البحث العلمي طبيعته واهميته وخصائصه 128-147
1ـ البحث العلمي معناه وطبيعته 129
2ـ أهمية البحث العلمي 133
3ـ خصائص البحث العلمي 134
4ـ تحديات البحث العلمي 135
5ـ معايير تصميم البحث العلمي 136
6ـ تصورات ومفاهيم خاطئة عن البحث 137
7ـ دوافع البحث العلمي 137
8ـ انواع البحوث العلمية 138
الفصل السابع
البحث العلمي والنظرية 148- 161
1ـ المقدمة 149
2ـ تعريف النظرية 149
3ـ وظيفة النظرية 152154
4ـ اصناف النظرية 155
5ـ خصائص النظرية 156
6ـ الفرضية ودور النظرية 157
7ـ العلاقة بين النظرية والبحث 159
8ـ البحث ـ النظرية 159
الباب الثاني
مشكلة البحث وكتابة التقرير النهائي 162
الفصل الاول
مشكلة البحث 163-193
1ـ المقدمة 164
2ـ مفهوم المشكلة 165
3ـ اختيار المشكلة 170
4ـ مصادر المشكلة 185
5ـ تقويم المشكلة 189
الفصل الثاني
المتغيرات 194-222
1ـ المقدمة 195
2ـ تعريف المتغير 196
3ـ طبيعة المتغيرات 197
4ـ أنواع المتغيرات 199
5ـ مقاييس قياس المتغيرات 200
6ـ أنماط المتغيرات التربوية 203
7ـ تصنيف المتغيرات 204
8ـ ضبط المتغيرات 219
الفصل الثالث
الفرضيات 223- 206
1ـ المقدمة 224
2ـ طبيعة الفرضية وتعريفها 225
3ـ لمحة تاريخية عن استخدام الفرضيات وتطورها 228
4ـ أهمية استخدام الفرضية 229
5ـ أنواع الفرضيات 230
6ـ وظائف الفرضيات 234
7ـ مصادر الفرضيات 234
8ـ خصائص الفرضية 236
9ـ الفرضية كتخمين مؤقت 238
10ـ الضوابط المنهجية للفرضيات في البحث العلمي 239
11ـ اختبار الفرضية ودور النظرية 247
12ـ اختبار صحة الفرضيات 248
13ـ الاخطاء في فحص الفرضيات 250
14ـ مبادىء اختبار الفرضية وتفسيره 251
15ـ خطوات اختبار الفرضية الاحصائية 253
16ـ قبول الفرضية او رفضها 255
17ـ أسس الفرضيات 258
الفصل الرابع 261- 278
اولاً كتابة خطة البحث out line 262
ثانياً التوثيق في البحث 267
1ـ توثيق في بيانات البحث 267
2ـ استخدام الفهارس والبطاقات المكتبية 270
3ـ استخدام الحاسوب والانترنيت 271
4ـ التوثيق في البحوث العلمية 272
الفصل الخامس 279- 302
1ـ المقدمة 280
2ـ اهمية تقرير البحث 281
3ـ اسلوب تقرير البحث 282
4ـ خصائص تقرير البحث 283
5ـ اعتبارات في كتابة البحث 285
6ـ اجزاء تقرير البحث 287
7ـ كتابة تقرير البحث 292
8ـ اجراءات تقرير البحث 297
الباب الثالث
مستلزمات البحث 303- 350
الفصل الاول
العينات 304- 350
1ـ المقدمة 304
2ـ العينات في سياقها التاريخي 305
3ـ المفاهيم والمصطلحات الاحصائية 306
4ـ المجتمع والعينة 310
5ـ أساليب اختيار العينة 319
6ـ اجراءات المعاينة 334
7ـ العينات وحجمها 338
8ـ اختبار عشوائية العينة 346
الفصل الثاني
الاستبانه 351-365
1ـ المقدمة 352
2ـ الاستبانه نشأتها وتصميمها 352
أـ نشأة الاستبانة 353
ب ـ تعريف الاستبانة 355
ج ـ صور وأشكال الاستفتاء 356
د ـ مزايا وعيوب الاستفتاء 358
هـ ـ شروط صياغة الاستفتاء 358
و ـ تصميم استبيانة البحث 359
زـ التأكد من صدق الاجابة على الاسئلة الاستبانة 362
رـ ثبات الاجابة على اسئلة الاستبانة 364
الفصل الثالث
المقابلة 366- 379
1ـ المقدمة 367
2ـ ماهي المقابلة 367
3ـ أنواع المقابلة 369
4ـ توجيهات اساسية عند استخدام المقابلة 371
5ـ خطوات أجراء المقابلة 373
6ـ مزايا المقابلة وعيوبها 377
الفصل الرابع
الملاحظة 380- 412
1ـ المقدمة 381
2ـ تعريف الملاحظة 383
3ـ انواع الملاحظة 384
4ـ قواعد الملاحظة العلمية 391
5ـ ارشادات للملاحظين 391
6ـ تسجيل الملاحظة 392
7ـ تدريب الملاحظين 394
8ـ عوامل الخطأ في الملاحظة 396
9ـ ادوات الملاحظة 396
10ـ مزايا الملاحظة وعيوبها 405
11ـ صعوبات الملاحظة 406
12ـ الشروط اللازمة للملاحظة 407
13ـ اجراءات الملاحظة 408
14ـ اعتراض الملاحظة 410
15ـ نظم الملاحظة 410
الفصل الخامس
الاختبارات 413- 422
1ـ تعريف الاختبار 414
2ـ استعمالات الاختبارات التربوية واغراضها 415
3ـ تصنيف الاختبارات 416
4ـ بعض الاعتبارات في بناء الاختبارات 418
5ـ خطوات تصميم الاختبار 418
6ـ قواعد اعداد فقرات الاختبار 420
7ـ خصائص الاختبار الجيد 421
المصادر والمراجع 423- 437
الأسس التصورية والنظرية في مناهج العلوم الأنسانية والتطبيقية
الكتاب الاول
تأليف
الدكتور انور حسين عبد الرحمن الدكتور عدنان حقي شهاب زنكنة
استاذ المناهج والقياس التربوي معاون عميد كلية دجلة الاهلية
كلية التربية ابن الهيثم
جامعة بغداد
الطبعة الاولى 2008م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة
لا يعتبر الحديث عن البحث العلمي جديداَ، وانما تناولته الدراسات الاجنبية من جوانب عديدة، وان ممارسة البحث بشكل منظم قد بدأت منذ فترة زمنية طويلة مما قاد الى ظهور بحوث منظمة تبلورت من خلالها بعض المفاهيم الاساسية في البحث العلمي، وساعد على هذا التطوير ما تم التوصل اليه من تصميم الادوات والاساليب الرياضية والاحصائية، ونظم جمع وتصنيف وحفظ وتحليل المعلومات والبيانات ونقلها... وما الى ذلك.
وبالرغم من تطور اساليب ومناهج البحث العلمي وتعدد الكتابات فيه فإنه لايمكن القول بأنه أصبح هناك اطاراَ نظرياَ متكاملاَ تجمع عليه الاراء في اصول البحث وطرائق في كتابة البحوث وعرضها، أو حتى في تحديد مفهوم البحث العلمي ومواصفات الباحث وكيفية تحديد مشكلة البحث ومعالجتها والجوانب المتفق عليها والمختلف فيها.
والمنهجية في العلوم الانسانية قاطبة والتطبيقية منها تلعب دوراَ رئيساَ ليس فحسب في التمكين لتلك العلوم من أن تكون مرتكزة على اسس وقواعد من القوانين والنظريات وانما أيضاَ في تمكين المجتمعات الانسانية من ان تعيد صياغة حياتها بشكل اكثر ضبطاَ وفهماَ.
ومما يزيد من أهمية ذلك الدور الذي تلعبه المنهجية في العلوم الانسانية والتطبيقية ان تلك العلوم التي تتعامل مع الانسان سواء اكان ذلك فرداَ او جماعة او مجتمعاَ مع كل ما تتصف به من تغير وغموض دائمين يمثلان باستمرار تحدياَ امامها وفي موضوعيتها ، ولكن رغم هذه المهمة الصعبة فالمنهجية قادرة على ان ترتقي بمختلف العلوم الانسانية والتطبيقية سواء اكان ذلك بالامكانيات الذاتية او من خلال استلالها واستعارتها لفنون البحث ومناهجه واصوله.
وبذلك نرى ان ألاسس النظرية والتصورية للمناهج تكاد ان تكون مرادفة للتحليل المنطقي لقضايا نظرية في مناهج البحث واسسه واصوله ومرتكزات انماطه المنهجية المختلفة بحيث تجعل منه بحثاَ في المناهج الاستقرائية والاستنباطية، وان الدلالتين تحتويان منطق مناهج البحث العلمي ومبرراته، ولايطلب من الباحث فيه سوى اتقانه لاستخدامه بشكله السليم والصحيح.
وان هذا التصور للاسس المنهجية أمر ضروري ، ولكنه ليس التصور الوحيد الذي ينبغي أن يكون للانماط المنهجية في العلوم الانسانية والتطبيقية ولايمكن في الوقت نفسه ان يناله الاهمال لأن فلسفة العلم يتطلب مثل هذا التصور.
وعموماَ فان عبارة او مصطلح المنطق النظري للمناهج لاتعدو أن تكون تفلسفاَ حول منهج البحث العلمي بقدر ماهي تعدد لوجهات النظر الفلسفية العامة لها.
فالذي يروم كتابة البحث لابد أن يكون ملماَ باجادة في منهجيته واسسه المنطقية، وأن يتناول ميتافيزيقا العلم وينصرف الى علاج أسسه المعرفية وأن يبرز جوانبه القيمية ويصب جهده على تحليل لغته، وان يكون تناوله هذا وذاك منطلقاَ من منحى منهجي او فلسفي معين.
والباحث في العلم لابد ان يتوفر عنده شرطان أساسيان: الأول هو أن يكون واعياَ بها وملتزما بمنظور منطقي او فلسفي يختاره ويؤثره على غيره ، ومتفقاَ في بحثه مع المذهب الذي يتبناه او وجهة نظره ـ إذ لا مكان لتحييد الفلسفة إزاء ما يطرح من قضايا او مواقف.
والشرط الثاني هو أن يكون مدركاَ بأن العلم هو موضوع بحثه ومادته الخام التي يصوغها ويشكلها فلسفياَ، وبعبارة أخرى ان يكون ملماَ بما يتحدث عنه ـ وهو العلم الذي يتناوله ـ وان يكون متابعاَ وقارئاَ متفهماَ لما يدور في العلم، وعارفاَ بأهم نظرياته ومفاهيمه ومذاهبه ومدارسه...الخ.
فالبحث العلمي ضرب من التجريد، ولابد للتجريد أن يستخلص من شيء عيني ، وهذا فلسفة العلم بحد ذاته، إذ انه تجريد من العلم الذي يمارس بالفعل ، ولايمكن ان يكون قائماَ الا اذا كانت تجريداَ في تجريد، وأن يستند هذا التجريد على شيء نلم به، ولنا دراية بجوانبه ومجالاته. وبهذا لايهم أي الاساليب المنهجية والفلسفية التي يتم اصطناعها في تناول المادة منطقاَ.. أو غيرها.
فالمنطق ليس بوحده أساس العلم ومنهجه ، ولكنه لايمكن أهماله أو أغفاله لأنه يسري في كل شؤون الحياة، وصلته هذه لايقل أهمية عن صلته بمناهج البحث وفلسفة العلم.
وهذا ما سار (نبه) عليه كتابنا هذا إذ أختط طريقاَ لمنهجية البحث العلمي وفلسفته بحيث يمكن جعله فاعلية انسانية أو اجتماعية أو ثقافية لها خصوصيتها من حيث الهدف والاسلوب.. وبالرغم من التفاصيل والمصطلحات والمفاهيم الواردة في ثنايا الكتاب الا أن له خطا محورياَ واحداَ ينحو فيه منحى المذهب الانساني، ومع التوكيد بأن منطق البحث العلمي وأسسه التصورية النظرية وفلسفته يمكن أن تعالج بطرق شتى وبمذاهب متعددة شريطة أن ما يتناوله هو العلم الراهن دون تشويه او تحريف بوصفه مادة وموضوعاَ يدعو الباحثين الى الخوض فيه لابراز متضمناته...
وبذلك فان الكتاب يستمد أهميته من أهمية موضوعه وهو المنهج والمنهجية وطرائق البحث واصوله ومبادئه وفلسفته. وللمنهج أهمية كبيرة في تطور العلوم وتقدمها في تطور الفكر الانساني بصفة عامة ، فلايمكن الوصول الى النظريات وصياغة القوانين الا إذا كان الباحث متبعاَ لمبادىء منهج جيد في البحث والاستقراء والاستقصاء والتفكير.
وفي نهاية المطاف فان الكتاب استعراض لتطور الفكر المنهجي وأصوله ومتناول لقضايا المنهج والمنهجية وتجلياته لبناء فكر بحثي سديد سليم خال من التشوهات والانحرافات... فهو محاولة لوضع اطار نظري وبلورة لمختلف مفاهيم البحث العلمي التي درج الباحثون على تطبيقها، فضلاَ عن طرح بعض الافكار حول تلك المفاهيم ووضعها في إطار منطقي متقولب بصياغةمنسقة بدءاَ من العنوان وانتهاء الى التحليل والتفسير.
ويقسم الكتاب الى ثلاثة أبواب يتناول الباب الاول المنهجية العلمية مفاهيمها وخصائصها العلمية ويضم فصولاَ سبعة تستقصى منهجية العلم ووظائفه والتفكير العلمي وطريقته مع اعطاء مفاهيم دقيقة للمصطلحات السائدة في عالم المنهجية ومن ثم البحث العلمي وطبيعته وأهميته وخصائصه واخيراَ أهم النظريات العلمية حيث سعى المؤلفان اعطاء أهمية خاصة للباحث العلمي لانه هو الاساس في صياغة البحث العلمي وتحقيق الاهداف المنشودة من البحث ومصدر التفكير والتحليل والتجريد والنجاح..
اما الباب الثاني فانفرد لمعالجة مشكلة البحث وكتابة التقرير النهائي حيث لا يخفى على باحث علمي بأن المشكلة تعد العمود الفقري لاي بحث علمي، وان تشخيصها اساس حلها فهي توء مة للانسان المتطلع دوماَ الى التقدم والتجديد والمعاصرة. وهنا يجب على الباحث المبدع الالمام بتوثيق المعلومات والمصادر ومن ثم صياغة كتابة التقرير بأسلوب يجذب القارىء للمتابعة والاستفادة والاستقصاء الداعي للمتغيرات وانماطها والفرضيات واستخداماتها وانواعها وخصائصها..
أما الباب الثالث والاخير فيناول مستلزمات البحث وادواته فالباحث المجدد المبدع لابد له اخذ العينات بالشكل الذي تغني البحث وتوصله الى الاستنتاجات الصحيحة، وكذلك يحثه معرفة اساليب وانواع الاستبانات وكيفية تصميمها وتحليلها. ومن ادوات ومستلزمات البحث المهمة تأتي المقابلة والملاحظة والاختبار حيث انها تساهم بالحصول على معلومات دقيقة وبيانات مفيدة تؤدي الى اضفاء الشفافية على أسلوب البحث ونتائجه.
لقد كان هدفنا من تأليف هذا الكتاب مساعدة الباحث بامور البحث وحاولنا جهد امكاننا حصر المزيد من المعلومات بين دفتي الكتاب لرفد القارىء بالمعلومات المهمة، فمهما اوتينا من عبقرية وخبرة والمام بالمادة فاننا لانتمكن القول بأننا تجاوزنا الكمال فالكمال لله وحده . ولكننا نقدم مؤلفنا لطلاب العلم لينهلوا منه ويستفيدوا من فصوله بما تساعدهم في كتابة ابحاثهم العلمية والله الموفق.
المؤلفان
محتويات الكتاب
ت المحتويات الصفحة
المقدمة 2
الباب الاول:
المنهجية العلمية مفاهمها وخصائصها 10- 32
الفصل الاول
المدخل في علم المنهجية 11
1ـ المقدمة 12
2ـ ماهية المنهج 14
3ـ سمات المنهج 16
4ـ عقبات العلم 22
5ـ ادوار المنهجية العلمية 23
6ـ مصادرات المنهج 24
الفصل الثاني
المنهج العلمي وظائفه وبنيانه وقواعده 33- 52
1ـ المقدمة 34
2ـ الوظائف المنهجية 34
اولاَ: الوصف 34
ثانيا: الفهم 36
ثالثاَ: التفسير 37
رابعاَ: التنبؤ 39
خامساَ: التحكم 40
3ـ الابنية المنهجية 41
اولاَ: الوقائع او الحقائق العلمية 41
ثانياَ المفاهيم 43
ثالثاَ: الفرضيات 44
رابعاَ: القوانين العلمية 45
4ـ الوسائل والادوات المنهجية 48
5ـ لغة العلم( المنهج) 49
6ـ اختلاف المنهج باختلاف المواضيع 51
الفصل الثالث
المعرفة والعلم 53- 77
اولاَ: المعرفة 54
1ـ المقدمة 54
2ـ معنى المعرفة وطبيعته 55
3ـ مصادر المعرفة 57
4ـ انواع المعرفة 58
5ـ طرائق الحصول على المعرفة 60
6ـ دور علماء المسلمين في المعرفة 67
ثانيا: العلم 68
1ـ ماهية العلم 68
2ـ دلالات العلم 70
3ـ الحس المشترك والادراك الشائع 74
4ـ وظيفة العلم 75
5ـ العلم والمنهج العلمي 76
الفصل الرابع
التفكير العلمي والطريقة العلمية والباحث العلمي 78- 97
اولاَ: عناصر التفكير 79
ثانياَ: خصائص التفكير العلمي 80
ثالثا: سمات التفكير العلمي 84
رابعاَ : الطريقة العلمية للمنهج العلمي في البحث 85
خامساَ: صفات الباحث العلمي 88
سادساَ: الاتجاهات العلمية للبحث العلمي 91
سابعاَ: الصعوبات التي تواجه الباحث 92
ثامناَ: الاخطاء التي يرتكبها الباحث العلمي 93
تاسعاَ: المكونات السلوكية للباحث العلمي 94
الفصل الخامس
مفاهيم ومصطلحات في علم المنهجية 98-127
الفصل السادس
البحث العلمي طبيعته واهميته وخصائصه 128-147
1ـ البحث العلمي معناه وطبيعته 129
2ـ أهمية البحث العلمي 133
3ـ خصائص البحث العلمي 134
4ـ تحديات البحث العلمي 135
5ـ معايير تصميم البحث العلمي 136
6ـ تصورات ومفاهيم خاطئة عن البحث 137
7ـ دوافع البحث العلمي 137
8ـ انواع البحوث العلمية 138
الفصل السابع
البحث العلمي والنظرية 148- 161
1ـ المقدمة 149
2ـ تعريف النظرية 149
3ـ وظيفة النظرية 152154
4ـ اصناف النظرية 155
5ـ خصائص النظرية 156
6ـ الفرضية ودور النظرية 157
7ـ العلاقة بين النظرية والبحث 159
8ـ البحث ـ النظرية 159
الباب الثاني
مشكلة البحث وكتابة التقرير النهائي 162
الفصل الاول
مشكلة البحث 163-193
1ـ المقدمة 164
2ـ مفهوم المشكلة 165
3ـ اختيار المشكلة 170
4ـ مصادر المشكلة 185
5ـ تقويم المشكلة 189
الفصل الثاني
المتغيرات 194-222
1ـ المقدمة 195
2ـ تعريف المتغير 196
3ـ طبيعة المتغيرات 197
4ـ أنواع المتغيرات 199
5ـ مقاييس قياس المتغيرات 200
6ـ أنماط المتغيرات التربوية 203
7ـ تصنيف المتغيرات 204
8ـ ضبط المتغيرات 219
الفصل الثالث
الفرضيات 223- 206
1ـ المقدمة 224
2ـ طبيعة الفرضية وتعريفها 225
3ـ لمحة تاريخية عن استخدام الفرضيات وتطورها 228
4ـ أهمية استخدام الفرضية 229
5ـ أنواع الفرضيات 230
6ـ وظائف الفرضيات 234
7ـ مصادر الفرضيات 234
8ـ خصائص الفرضية 236
9ـ الفرضية كتخمين مؤقت 238
10ـ الضوابط المنهجية للفرضيات في البحث العلمي 239
11ـ اختبار الفرضية ودور النظرية 247
12ـ اختبار صحة الفرضيات 248
13ـ الاخطاء في فحص الفرضيات 250
14ـ مبادىء اختبار الفرضية وتفسيره 251
15ـ خطوات اختبار الفرضية الاحصائية 253
16ـ قبول الفرضية او رفضها 255
17ـ أسس الفرضيات 258
الفصل الرابع 261- 278
اولاً كتابة خطة البحث out line 262
ثانياً التوثيق في البحث 267
1ـ توثيق في بيانات البحث 267
2ـ استخدام الفهارس والبطاقات المكتبية 270
3ـ استخدام الحاسوب والانترنيت 271
4ـ التوثيق في البحوث العلمية 272
الفصل الخامس 279- 302
1ـ المقدمة 280
2ـ اهمية تقرير البحث 281
3ـ اسلوب تقرير البحث 282
4ـ خصائص تقرير البحث 283
5ـ اعتبارات في كتابة البحث 285
6ـ اجزاء تقرير البحث 287
7ـ كتابة تقرير البحث 292
8ـ اجراءات تقرير البحث 297
الباب الثالث
مستلزمات البحث 303- 350
الفصل الاول
العينات 304- 350
1ـ المقدمة 304
2ـ العينات في سياقها التاريخي 305
3ـ المفاهيم والمصطلحات الاحصائية 306
4ـ المجتمع والعينة 310
5ـ أساليب اختيار العينة 319
6ـ اجراءات المعاينة 334
7ـ العينات وحجمها 338
8ـ اختبار عشوائية العينة 346
الفصل الثاني
الاستبانه 351-365
1ـ المقدمة 352
2ـ الاستبانه نشأتها وتصميمها 352
أـ نشأة الاستبانة 353
ب ـ تعريف الاستبانة 355
ج ـ صور وأشكال الاستفتاء 356
د ـ مزايا وعيوب الاستفتاء 358
هـ ـ شروط صياغة الاستفتاء 358
و ـ تصميم استبيانة البحث 359
زـ التأكد من صدق الاجابة على الاسئلة الاستبانة 362
رـ ثبات الاجابة على اسئلة الاستبانة 364
الفصل الثالث
المقابلة 366- 379
1ـ المقدمة 367
2ـ ماهي المقابلة 367
3ـ أنواع المقابلة 369
4ـ توجيهات اساسية عند استخدام المقابلة 371
5ـ خطوات أجراء المقابلة 373
6ـ مزايا المقابلة وعيوبها 377
الفصل الرابع
الملاحظة 380- 412
1ـ المقدمة 381
2ـ تعريف الملاحظة 383
3ـ انواع الملاحظة 384
4ـ قواعد الملاحظة العلمية 391
5ـ ارشادات للملاحظين 391
6ـ تسجيل الملاحظة 392
7ـ تدريب الملاحظين 394
8ـ عوامل الخطأ في الملاحظة 396
9ـ ادوات الملاحظة 396
10ـ مزايا الملاحظة وعيوبها 405
11ـ صعوبات الملاحظة 406
12ـ الشروط اللازمة للملاحظة 407
13ـ اجراءات الملاحظة 408
14ـ اعتراض الملاحظة 410
15ـ نظم الملاحظة 410
الفصل الخامس
الاختبارات 413- 422
1ـ تعريف الاختبار 414
2ـ استعمالات الاختبارات التربوية واغراضها 415
3ـ تصنيف الاختبارات 416
4ـ بعض الاعتبارات في بناء الاختبارات 418
5ـ خطوات تصميم الاختبار 418
6ـ قواعد اعداد فقرات الاختبار 420
7ـ خصائص الاختبار الجيد 421
المصادر والمراجع 423- 437